وثق مقطع فيديو لحظات مؤثرة للقاء طفل رضيع سوري بوالده بعدما ظنت فرق الإنقاذ أن عائلة الطفل قضت جميعها تحت الأنقاض، وهو الرضيع ذاته الذي ظهر في مقطع مصور وهو يأكل الموز عقب انتشاله من بين الركام إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.
ونشر حساب "فريق ملهم التطوعي" على فيسبوك، لحظة اللقاء الذي جمع الأب وطفله، حيث انهمرت دموع والده وهو يسير منهكاً نحو ابنه الذي كان يحاول هو الآخر عناق والده.
"لا أستطيع حملك يا ولدي"، يقول الأب الذي انتُشل للتو من تحت الأنقاض وآثار الدماء على وجهه، وهو يتحسس طفله الرضيع الذي لم يبق له في حياته غير أبيه سنداً وعوناً، إذ ماتت أمه وشقيقته بينما لا يزال أخوه ذو الخمس سنوات تحت الأنقاض.
وقبل أن يلتقي طفله، يظهر في الفيديو أحد الأشخاص وهو يخاطب أحد أعضاء الفريق التطوعي السوري: "هاد الزلمة مكسّر وما بروح عالمشفى ليشوف ابنه"، مشيراً إلى أنه يعاني من كسور في جسده لكنه يرفض الذهاب للمستشفى قبل رؤية طفله.
أول ما يدخل الرجل الخيمة التي فيها ولده يجهش بالبكاء، بينما تبدو على وجه الطفل علامات الحزن والحنين مجتمعة كأنه يحاول القفز من مكانه لعناق والده والجلوس في حضنه.
وانتشر للطفل نفسه مقطع مصور يفطر القلب وحيداً في المستشفى بعدما ظن فريق الإنقاذ أن جميع عائلته ماتت، حيث نشر فريق ملهم التطوعي، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، تسجيلاً مصوراً يُظهر طفلاً صغيراً يأكل الموز، ووجهه ملطخ بالدماء، وعليه آثار كدمات.
بينما أوضح الفريق السوري على صفحته بـ"تويتر": "كنّا نوزّع الطعام للناس والمتطوعين من الدفاع المدني والجرحى. رأينا هذا الطفل. قال الممرّض إنه ليس له أحد، مات أهله وهو وحيد. أعطيناه موزة. أكلها بهذه الطريقة. متعب جدّاً، وأثر العطش عليه واضح".
أضاف فريق ملهم التطوعي السوري: "لا نعلم لماذا نوجع قلوبكم معنا، لكن يجب أن تعرفوا قصصهم، وأن تروا كم هم متعبون، وتدعوا لهم من قلبكم".
وفجر الإثنين 6 فبراير/شباط، ضرب زلزالٌ جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين، ليحصد أرواح نحو 20 ألف شخص في تركيا وسوريا.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن أردوغان ارتفاع حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا إلى 16 ألفاً و546 قتيلاً، و64 ألفاً و194 مصاباً، مؤكداً أن بلاده تهدف إلى إنشاء مساكن جديدة مكان الأبنية المنهارة في غضون عام واحد.
فيما ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 3317 قتيلاً و5245 إصابة، جراء الزلزال.