“حاولوا إخراج جثة والدتها ليسمعوا صوتها صدفة”! عم الطفلة المعجزة يروي تفاصيل إنقاذها من تحت ركام زلزال سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/09 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/09 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
الطفلة المعجزة "آية" التي خرجت من تحت الأنقاض/ GettyImages

روى خليل شامي السوادي، عم "الطفلة المعجزة" حديثة الولادة التي عثر عليها ملتصقة بجثة والدتها الميتة بواسطة حبلها السري تحت حطام الزلزال السوري في بلدة جنديرس، تفاصيل لحظة انتشالها من تحت الأنقاض، لا سيما بعدما سمع صراخها الأول، رغم مرور أكثر من 10 ساعات من الزلزال، ومصرع أسرتها بالكامل.

إذ قال السوادي إنه كان في محيط منزل العائلة الذي كان من بين مئات المباني التي دُمرَت في البلدة وكان يبحث عن شقيقته ووالدة الطفلة، عفراء أبو هدية، وزوجها عبد الله المليلان، وعائلتهما، عندما استدعاه عامل إنقاذ آخر، بحسب صحيفة  The Times البريطانية، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023.

السوادي أضاف: "وجدنا أولاً شقيقة عبد الله، ثم صرخ أحدهم وناداني للتحقق مما إذا كانوا قد عثروا على الأم. وقلت نعم: هذه هي، وكان عبد الله بالقرب منها، لكنهما ماتا".

كما أوضح السوادي أنهم حاولوا تحرير جسدها؛ لكن بعد ذلك سمعوا صوتاً، مضيفا: "سمعنا بكاءً.. كان رضيعاً، ومن الواضح أنه طفل حديث الولادة. كان الحبل السري لا يزال متصلاً بالأم؛ لذلك قطعناه وأخرجنا الطفل".

في مشهد صُور بالفيديو وتداوَل في جميع أنحاء العالم، يمكن رؤية الرجلين وهما يسلمان الطفلة العارية  إلى رجال إنقاذ آخرين، الذين غطوها ببطانية.

معجزة إلهية

كان للزوجين أربعة أطفال، ثلاث بنات وابن، ماتوا جميعاً في  الزلزال، وكانوا من بين أكثر من مليوني شخص نزحوا بسبب الحرب السورية؛ ليعيشوا في شمال غربي سوريا

وقال ابن عم آخر للأب، عبد الكريم الكريم، لصحيفة The Times: "الأسرة بأكملها تعيش حالة حزن عميق على هذه الخسارة، لكن لا يمكننا فعل أي شيء سوى قبول أمر الله".

كما أضاف: "إنَّ بقاء الطفل على قيد الحياة معجزة إلهية، لقد أخرج الله روحاً حية من أخرى ميتة.. المولودة الجديدة هي شمعة أضاءت وسط الظلام الذي طغى على الأسرة".

إطلاق اسم "آية" على الطفلة

وعُثِر على الطفلة بعد أكثر من 10 ساعات من الزلزال. ولم يتضح متى وُلِدَت بالضبط بعد انهيار المبنى، لكن درجة حرارتها انخفضت إلى 35 درجة مئوية، وهو مستوى حرج. وكانت تزن 7 أرطال (3.17 كيلوغرام)، وهو وزن طبيعي لحديثي الولادة؛ مما يشير إلى أنَّ الأم كانت على وشك إكمال حملها.

إذ قال الطبيب الذي عالج الطفلة إنها لم تكن لتعيش لفترة أطول بسبب درجات الحرارة المنخفضة. وأضاف: "لو تُرِكَت الفتاة لمدة ساعة أخرى، لماتت".

وتعقبت صحيفة The Daily Telegraph، الثلاثاء 7 فبراير/شباط، الطفلة إلى مستشفى جيهان في عفرين بعدما تلقت مقطع فيديو عن عملية إنقاذها المعجزة. كان الحبل السري لا يزال يظهر في الفيديو بعدما قطعه وربطه الأقارب الذين عثروا على الطفلة.

وبعد تحسن حالة الطفلة السورية، أطلق المستشفى عليها اسم آية  -أي معجزة- مع اشتداد حالتها.

وقال خالد رضوان، مدير المستشفى، إنه دفع تكاليف العلاج الطبي لآية حتى الآن، وسيتولى تربيتها على أنها فرد من عائلته، إذا كان أقاربها الباقون على قيد الحياة -أبناء عمومتها- غير قادرين على الاعتناء بها.

رضوان أشار إلى أنها عندما دخلت المستشفى كانت مصابة بكدمات وجروح و"شديدة البرودة"، بينما نشر صوراً جديدة لآية في حاضنة العناية المركزة.

الطفلة ولدت بأعجوبة تحت الركام وبقيت على قيد الحياة 
الطفلة ولدت بأعجوبة تحت الركام وبقيت على قيد الحياة 

وفي الصور الجديدة التي شوركت مع صحيفة The Daily Telegraph، يمكن رؤية آية وهي تتمتع بوزن صحي، وترتدي حفاضاً كبيراً مع ضمادة على معصمها، مقارنةً بصورة أخرى، التُقِطَت عندما عُثِر عليها تحت الأنقاض، وكانت تحتضن نفسها للاحتماء من البرد.

تحميل المزيد