رفضت الشرطة السويدية السماح بحرق نسخة من المصحف بعد أن أضرت مظاهرة مماثلة بطلبها الانضمام إلى الناتو وأثارت احتجاجاً على الدولة الإسكندنافية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بحسب بيان أصدرته الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023، وفق ما نقلته وكالة Bloomberg الأمريكية.
بحسب البيان، لم يُسمح بالتظاهرة بعد أن رأت الشرطة أنها يمكن أن تُلحق أضراراً جسيمة بالأمن القومي، حيث كان من المقرر أن يقام الحدث خارج السفارة التركية في العاصمة السويدية ظهر اليوم الخميس 9 فبراير/شباط، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة (SVT) في وقت سابق.
أزمة حرق المصحف
وقالت الشرطة: "في الآونة الأخيرة، أثارت التجمعات العامة لحرق المصحف ردود فعل قوية للغاية، مما أدى إلى تغيير صورة التهديد ضد السويد".
وعُرقِلَت جهود السويد وفنلندا للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، بسبب رفض تركيا التصديق على عطاءات العضوية، مع تعليق تصديق المجر عليهما أيضاً.
وركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقاداته في البداية على ما قال إنه عدم بذل جهد لقمع الجماعات الإرهابية، لكنه استبعد في يناير/كانون الثاني الماضي، دعم طلب السويد الانضمام إلى الناتو؛ بعد أن أحرق السياسي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف في ستوكهولم، واصفاً الخطوة بأنها "جريمة كراهية".
بينما قالت الشرطة إن بالودان لا يقف وراء الاحتجاج الذي كان مقرراً اليوم الخميس.
السويد على غرار النرويج
وكانت النرويج كذلك ألغت إذناً بحرق نسخة من المصحف، وذلك نتيجة للتحذير الذي وجَّهته تركيا لها، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس 2 فبراير/شباط.
وكانت الخارجية التركية قد استدعت سفير أوسلو في أنقرة، أيرلينغ سكونسبيرغ؛ إثر تلقيها معلومات حول استعدادات لتنفيذ اعتداء على المصحف، الجمعة 3 فبراير/شباط، في النرويج.
حيث أبلغت الوزارة سكونسبيرغ إدانتها الشديدة لنهج النرويج حيال عدم منع هذا العمل الاستفزازي الذي يعتبر جريمة كراهية بشكل واضح، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية لـ"الأناضول". كما أكدت الخارجية التركية للسفير أن هذا الموقف "غير مقبول"، وأنها تنتظر من النرويج عدم السماح بتنفيذه.
وفي 21 يناير/كانون الثاني، قام زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة، التي منعت اقتراب أي أحد منه في أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
وشهدت الحادثة استنكاراً واسعاً، فقد أصدر عدد من العواصم العربية والإسلامية إدانة شديدة، فيما أدانت وزارة الخارجية التركية بشدةٍ الحادثة، لافتة إلى أن هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه أوروبا في معاداة الإسلام والعنصرية.