أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2023، نقلاً عن وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعث بتعازيه إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وأودى بحياة أكثر من 7800 شخص في سوريا وتركيا.
ونقلت وسائل إعلام أجنبية بعضاً من الرسالة: "أنا متأكد من أن الحكومة والشعب السوري سيتغلبون على الأضرار الناجمة عن الزلزال في أسرع وقت ممكن، وستستقر حياة المتضررين".
ويشار إلى أن سوريا واحدة من عدة دول حافظت كوريا الشمالية معها على علاقات ودية، وسط عقوبات متعددة من الأمم المتحدة، بسبب برامجها النووية والصاروخية، في غضون ذلك لم ترِد أي تقارير من وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، حول ما إذا كان كيم قد أرسل أيضاً رسالة تعزية إلى تركيا، التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء الزلزال المدمر.
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا إلى أكثر من 7800 شخص، فيما شرّد عدد لا يحصى في ظل البرد القارس الذي يعيق عمليات الإنقاذ. وتُسابق فرق المساعدة والإنقاذ في البلدين الزمن لإخراج العالقين تحت الأنقاض، وسط سوء الأحوال الجوية، ومع اتضاح حجم الكارثة عبّر مسؤول في الأمم المتحدة عن مخاوف من مقتل آلاف الأطفال جراء الزلزال.
زلزال مدمر في تركيا وسوريا
وتسبب الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، الإثنين، وتلاه بعد ساعات آخر بالقوة ذاتها تقريباً، بتدمير آلاف المباني، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمجمعات السكنية، وإصابة عشرات الآلاف، وتشريد عدد لا يُحصى من الأشخاص في تركيا وشمالي سوريا.
ووجد رجال الإنقاذ صعوبةً في الوصول إلى مناطق تعد من بين الأكثر تضرراً، إذ أعاقهم الطقس الشتوي القارس، وسوء حالة الطرق، ونقص الموارد والمعدات الثقيلة. وتعيش بعض المناطق بلا وقود وكهرباء.
ومع عدم وصول مساعدات فورية تذكر، راح السكان يبحثون باستماتة وسط الأنقاض عن ناجين، حتى دون أدوات البحث اللازمة في بعض الأحيان.
وأعرب مسؤولو منظمات إغاثية عن قلقهم الشديد إزاء الوضع في سوريا، التي تعاني بالفعل أزمة إنسانية بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 12 عاماً.
مشهد مرعب في سوريا
فيما قال جيمس إلدر، المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة، إن اللاجئين السوريين في شمال غربي سوريا وفي تركيا من بين الأكثر تضرراً.
وفي مدينة حماة السورية، قال عبد الله الدهان، إن جنازات العديد من الأسر أقيمت الثلاثاء، وأضاف: "إنه مشهد مرعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم أرَ شيئاً كهذا في حياتي رغم كل ما حدث لنا".
فيما فتحت المساجد أبوابها للأُسر التي تضررت منازلها.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، أن عدد القتلى في محافظات حلب واللاذقية وحماة، الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ارتفع إلى 812، وفي شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، تجاوز عدد القتلى 790 وفقاً، لما أعلنه الدفاع المدني السوري، الذي يُعرف باسم (الخوذ البيضاء)، وذاع صيته لانتشاله الناس من تحت أنقاض المباني بعد الضربات الجوية التي تشنها الحكومة السورية.
وقال رائد الصالح، مدير المنظمة: "فرقنا تسابق الموت بكامل طواقهما لاحتواء الكارثة"، لكن الأمر أكبر بكثير من قدراتها بسبب عدد المباني المنهارة. وأضاف أن الوقت ينفد لإنقاذ مئات الأسر المحاصرة تحت الأنقاض، وأن هناك حاجة عاجلة للحصول على مساعدات من المنظمات الدولية.
كما ذكر مسؤول بالشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في سوريا، أن نقص الوقود والطقس القارس يتسببان في عقبات عدة أمام عمليات الإنقاذ.
يُشار إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ الهزة الأرضية بجنوب المحيط الأطلسي النائي، في أغسطس/آب 2021.