استشهد فتى فلسطيني، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة نابلس، في حين حذَّر رئيس الاستخبارات الأمريكية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، في ظل تصاعُد التوتر في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
الشهيد الفتى يُدعى حمزة أمجد الأشقر، ويبلغ من العمر 17 عاماً، أطلقت قوات الاحتلال عليه الرصاص الحي خلال مواجهات معها، في محاولة للفلسطينيين لصد اقتحاماتها في نابلس، وفق ما أكدته وزارة الصحة الفلسطينية.
أصيب الفتى الأشقر برصاصة في الوجه، ليستشهد على إثرها، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 42 شهيداً، بينهم تسعة أطفال، إضافة إلى سيدة مسنة، بحسب إحصائية لوزارة الصحة.
"عرين الأسود" تنعى الشهيد
من جهتها، نعت مجموعة "عرين الأسود" الشهيد الأشقر، وقالت في بيان مقتضب: "ننعى الشهيد ابن مخيم عسكر الصمود، الذي استشهد أثناء التصدي لاقتحام قوات الغدر منطقةَ المساكن الشعبية".
وأعلنت تصدي مقاتليها لاقتحام قوات الاحتلال لمنطقة المساكن الشعبية في نابلس، فجر الثلاثاء، 7 فبراير/شباط 2023.
عرين الأسود تُعدّ إلى جانب "كتيبة جنين" كابوساً لَاحَق إسرائيل طوال عام 2022، وذلك بعد أن فشلت سياسات الضغط العسكري التي انتهجها الجيش الإسرائيلي لملاحقة أفراد هذه الجماعات.
وقالت مواقع عبرية، إن أعيرة نارية سُمعت قرب موقع للجيش الإسرائيلي، قرب مستوطنة شافي شامرون، شمال غربي نابلس، ولم تقع إصابات في صفوفهم.
تحذير أمريكي من انتفاضة ثالثة
في سياق متصل، حذّر رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" بيل بيرنز، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، في ظل حالة التوتر التي تشهدها مناطق الضفة والقدس.
وقال وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن "القلق يسود مجتمع الاستخبارات، لأن الكثير مما نراه يشابه الحقائق التي رأيناها خلال الانتفاضة الثانية".
جاء تصريح بيرنز خلال زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أسبوعين، في حفل تكريم بجامعة "جورج تاون" في واشنطن، وفق الصحيفة ذاتها.
لم يخفِ كذلك مخاوفه بعد محادثاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال جولته الأخيرة إلى الأراضي المحتلة، مؤكداً تزايُد الشعور بالقلق، بسبب "المزيد من الهشاشة والعنف الأكبر" بين الجانبين.
زيارته أتت في أعقاب جولة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وسبقت كذلك وصول وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ووصل وفد البيت الأبيض إلى الأراضي المحتلة عندما تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، في أعقاب مذبحة للفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية في جنين.
رسائل فلسطينية
من جهته، بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، ثلاث رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (مالطا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن استمرار الاعتداءات الفتاكة والمدمرة من الاحتلال الإسرائيلي.
واشتكى في رسالته من ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، "في ظل عدم وجود تدخل دولي فوري يفرض المساءلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة".
استهجن أيضاً محاصرة الاحتلال مدينة أريحا منذ أكثر من أسبوع، واستهداف مخيم عقبة جبر للاجئين، ما أسفر عن استشهاد 5 شبان فلسطينيين.
تناول في معرض رسالته أيضاً قيام الاحتلال بتصعيد خططه الاستيطانية لهدم المزيد من منازل الفلسطينيين، بينما يواصل محاولاته للتهجير القسري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني من أرضه، في انتهاك جسيم للقانون الدولي.
في هذا الإطار، دعا كذلك إلى "العمل بشكل فوري على دعم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بشكل ملموس، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 904، ودعوته المحددة لنزع سلاح المستوطنين، وبتواجد دولي مؤقت، من أجل ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين وحمايتهم، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة".
وسبق أن قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن يناير/كانون الثاني 2023، يعد أكثر الشهور دموية بالضفة الغربية منذ عام 2015، حيث "ارتقى فيه 35 شهيداً" برصاص الجيش الإسرائيلي.
وسبق أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، شمالي الضفة الغربية، في 26 يناير/ كانون الثاني 2023، خلفت 9 شهداء وعشرات الجرحى، ودمارا كبيرا في المباني والممتلكات وغضبا فلسطينيا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر تنفيذ عمليات في شمالي الضفة الغربية، تتركز في مدينتي نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين، وعادة ما تندلع مواجهات وتبادل إطلاق للنار في كل عملية، ضمن الغضب من استمرار اعتداءات الجيش والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني.