قالت وكالة Associated Press الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 3 فبراير/شباط 2023، إن طائرات الاستطلاع المسيّرة تُحلِّق من مواقعها في أوكرانيا عدة مرات يومياً، حيث تتمركز في أعماق الغابة الكثيفة الممتدة بطول الحدود المؤدية إلى بيلاروسيا حليفة روسيا المقربة، وتجوب السماء بحثاً عن أي مؤشرات خطر من الجانب الآخر.
إذ تراقب الوحدات الأوكرانية الجبهة الممتدة بطول 1000 كيلومتر من المستنقعات والغابات؛ وذلك تحسُّباً لأي هجوم مفاجئ محتمل من الشمال. حيث تأتي تلك الأنشطة خشية تكرار سيناريو التوغل الروسي الفاشل باتجاه كييف في بداية الحرب قبل عامٍ تقريباً.
مناورات روسيا وبيلاروسيا ومخاوف أوكرانيا
ظهرت المخاوف من اندفاع عسكري جديد في يناير/كانون الثاني 2023، عندما أجرت روسيا وبيلاروسيا مناورات جوية مشتركة، بعد شهرٍ واحد من زيارة فلاديمير بوتين النادرة إلى مينسك.
في الوقت نفسه شكّك الخبراء العسكريون وأجهزة الاستخبارات الغربية في احتمالية شن هجومٍ شمالي جديد. إذ كتبت وزارة الدفاع البريطانية، في 11 يناير/كانون الثاني 2023، تغريدةً تقول إن الطائرات والقوات الروسية الموجودة في بيلاروسيا "من المستبعد أن تُشكّل قوة هجوم يُعتمد عليها".
في حين أفادت تقارير محلية بأن مسؤولي بيلاروسيا قد عزوا نشر القوات بطول الحدود إلى "الردع الاستراتيجي". بينما أكّد رئيس البلاد ألكساندر لوكاشينكو، أنه لن يُرسل قواته إلى أوكرانيا.
قلق أوكرانيا من جيش روسيا
لكن القادة الأوكرانيين ما يزالون يشعرون بالقلق، إذ يتذكرون كيف استغلت روسيا بيلاروسيا كمنصة انطلاق للهجوم في مطلع 2022.
فيما قال رئيس وحدة استخبارات الجيش في المنطقة: "نراقب العدو باستمرارٍ من الأرض، ونرصد تحركات القوات -إذا تحركت- لنعرف أعداد الجنود ونكتشف وجهة تحركهم". وقد جاءت هذه التصريحات خلال جولة صحفية جرت الأسبوع الجاري، على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود، حيث عرّف الضابط أوليكساندر نفسه باسمه الأول فقط لأسباب أمنية.
في السياق ذاته تشهد الحدود الشرقية مبارزات مدمرة بالمدفعية عكس الحدود الشمالية، التي تقتصر حربها على الطائرات المروحية بدرجةٍ كبيرة.
حيث قال أوليكساندر إن البيلاروسيين والروس "يراقبون التغييرات في صفوف حراسنا باستمرار، وذلك في محاولةٍ لاكتشاف مواقعنا العسكرية".
رصد أوكرانيا لتحركات روسيا
من جهتها ترصد وحدة أوليكساندر مسيّرات استطلاع العدو في بعض الأحيان، فتطلق النار عليها باستخدام البنادق المضادة للمسيَّرات حتى تُسقطها. وفي أحيانٍ أخرى، ترصد مُسيَّرة تابعة للعدو طائرةً أوكرانية وتبدأ في تعقُّبها، فيحاول الأوكرانيون عندها أن يستولوا على تلك المسيرة ويضموها إلى مخزونهم.
أوضح أوليكساندر: "حصلنا على أربع طائرات مسيرة بهذه الكيفية مؤخراً، فيما استولوا هم على طائرتين من مُسيّراتنا".
قال إن مهمات الاستطلاع لم تكشف أي مؤشرات على أنشطة مقلقة حتى الآن. ثم أضاف: "لديهم قسم للتعزيزات، وجرت تقوية دورياتهم الحدودية، لكننا لم نلاحظ أي تركيزٍ كبيرٍ للقوات من جانبنا".
بينما يجادل مسؤولو أوكرانيا باستحالة معرفة الكيفية التي ستتحرك بها روسيا خلال الأشهر المقبلة، ولهذا تُعَدُّ حالة التأهب ضروريةً بطول الحدود.
كما أردف أوليكساندر: "شيّدنا التحصينات؛ من أجل الحيلولة دون إعادة التسلل عبر الحدود. ويجب أن نكون مستعدين دائماً، سواءً حدث ذلك أم لا".