50 مليون دولار قد تُفقد واشنطن حليفاً مهماً في إفريقيا! مشروع مهم بقاعدة عسكرية قد تستغله الصين

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/02 الساعة 22:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/03 الساعة 04:43 بتوقيت غرينتش
جندي كيني في قاعدة خليج أماندا المشتركة - رويترز

تثير كينيا مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب احتمالية لجوء الدولة الواقعة في شرق إفريقيا إلى الصين، إن لم تلبِّ واشنطن مطالب نيروبي المتعلقة بتكاليف توسعة قاعدة عسكرية مشتركة، بحسب ما قالته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 2 فبراير/شباط 2023. 

بحسب الصحيفة، فقد وضع الجيش الكيني خططه لبناء مدرج هبوط طويل بما يكفي لاستقبال المقاتلات النفاثة داخل قاعدة خليج ماندا، التي تُعَد مركزاً للعمليات الأمريكية والكينية ضد حركة الشباب في المنطقة، وفقاً للمسؤولين.

بعد إنهاء المحادثات مع الكينيين، شعر الأمريكيون بالقلق من أن يتعاقد الكينيون مع شركة إنشاءات صينية حكومية للعمل داخل قاعدة العمليات الخاصة الأمريكية، وذلك في حال انسحاب البنتاغون من المشروع الذي سيكلف 50 مليون دولار تقريباً.

وقال مسؤول عسكري أمريكي بارز عن العمالة الصينية: "هل سيشاهدون ما نفعله؟ يمثل الأمر معضلةً استراتيجيةً بالنسبة لنا".

وترفض إدارة بايدن حتى الآن طلب كينيا بأن تتحمل الولايات المتحدة فاتورة أعمال التطوير، لكن المسألة لم تُحسم بعد.

وتمتلك الولايات المتحدة 450 جندياً داخل الصومال، ومن بينهم أفراد قوات العمليات الخاصة البحرية وغيرها من قوات الكوماندوز. واعتادت القوات الأمريكية في خليج ماندا التنقل إلى القواعد الموجودة في الصومال، من أجل تدريب الجنود المحليين وتقديم المشورة لهم. بينما رفض المتحدث باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا الإفصاح عن عدد الجنود الأمريكيين المتمركزين داخل قاعدة خليج ماندا، كما رفض الإفصاح عن مهامهم.

وقد تتحول طموحات كينيا لهذه المنشأة إلى مناوشةٍ جديدة في المنافسة الأمريكية-الصينية على الهيمنة داخل إفريقيا. حيث تسعى واشنطن لكسب الحلفاء عن طريق التدريبات العسكرية المتطورة، بينما تُموّل بكين إنشاء الموانئ والجسور والطرق.

وأصبحت الحكومات الإفريقية بارعةً في تأليب واشنطن ضد بكين وكذلك موسكو أحياناً، حيث نشرت الأخيرة المرتزقة من أجل القتال في صف أنظمة مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وينشر الجيش الكيني رسومات تُظهر مدرج الهبوط المقترح الجديد داخل خليج ماندا، والذي سيكون طويلاً بما يكفي لاستقبال المقاتلات النفاثة، بحسب مسؤولٍ أمريكي.

ولم يقدم البنتاغون أي طلبات تمويل إلى الكونغرس من أجل توسيع قدرة قاعدة خليج ماندا. بينما قال مسؤول أمريكي بارز إن القاعدة الجوية الحالية "تناسب احتياجاتنا بالفعل".

ويُذكر أن الجنرال البحري مايكل لانغلي، أكبر القادة الأمريكيين في إفريقيا، قد زار قاعدة خليج ماندا في أغسطس/آب 2022، بصحبة السفيرة الأمريكية إلى كينيا ميغ ويتمان. بينما رفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عما إذا كان الجنرال والسفيرة قد ناقشا مقترح التوسعة مع المضيفين أم لا.

وبسؤالها عن الخطة، قالت قوات الدفاع الكينية إنها "تواصل التطوير وتتعاون مع الدول الحليفة من أجل هذا المشروع".

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الصين تسعى لبناء أولى منشآتها البحرية على المحيط الأطلسي داخل غينيا الاستوائية، وهي دولة ديكتاتورية صغيرة في وسط إفريقيا.

الأهمية الخاصة لخليج ماندا 

ويتمتع خليج ماندا بأهمية استراتيجية خاصة، بالنسبة لقادة كينيا؛ نظراً إلى قربه من غابة بوني، وهي غابة شاسعة تمتد بطول الحدود الكينية-الصومالية، وتمثل ملاذاً لمقاتلي حركة الشباب.

تحوّل خليج ماندا نفسه إلى هدف للهجمات قبل ثلاث سنوات، عندما أطلق عليه نحو 30 مسلحاً من حركة الشباب قذائف هاون، وقصفوا القاعدة الجوية المجاورة ليقتلوا جندياً أمريكياً مع مقاولَين مدنيين أمريكيين. كما دمّر المهاجمون ست طائرات أمريكية وطائرةً كينية، قبل أن تطردهم القوات الأمريكية والكينية بعيداً.

فيما قالت سميرة قايد، المديرة التنفيذية لمركز هيرال للدراسات الصومالية: "لقد كانت أكبر المصالح الأمريكية التي يمكنهم استهدافها".

وفي هجومٍ وقع مؤخراً، استردت الحكومة الصومالية نحو 80 بلدةً وقرية من حركة الشباب، لكن المسلحين ما يزالون يسيطرون على نحو 25% من مساحة البلاد.

وتحتل قاعدة خليج ماندا محور الاستراتيجية الأمريكية-الكينية الأوسع لاجتذاب السكان المحليين بطول الحدود، والذين ينحدر العديد منهم من أصولٍ صومالية، وذلك بهدف إبعادهم عن حركة الشباب.

حيث أنشأت الولايات المتحدة مستشفى ميدانياً في بلدة موكووي الصغيرة، التي تقع بالقرب من القاعدة. واعتنى مسعفو شرطة الحدود الكينية بالمرضى، بينما كانوا يرتدون أقنعة وجه تحمل علمي الولايات المتحدة وكينيا.

فيما وقف مشاة البحرية الأمريكية بمدافعهم الرشاشة المثبتة فوق الشاحنات في محيط المستشفى، مترقبين أي ظهور لمسلحي حركة الشباب. وعند البوابة، استجوب ضباط المخابرات الكينية السكان المحليين في أثناء انتظارهم العلاج؛ وذلك لمعرفة أي معلومات عن تحركات الشباب في الغابة.

وأوضح أحد ضباط مكافحة الإرهاب الأمريكيين قائلاً: "تفتح لنا هذه الخطوة الباب إلى أماكن لم نستطع الوصول إليها من قبل".

تحميل المزيد