أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الخميس 2 فبراير/شباط 2023، أن توقيع اتفاقية التطبيع مع السودان سيتم في واشنطن خلال شهور قليلة من العام الجاري، فيما قالت مصادر سودانية إن نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لم يلتق الوفد الإسرائيلي الزائر للخرطوم.
وفي مؤتمر صحفي من مطار بن غوريون، أكد كوهين أنه "قام بزيارة دبلوماسية للعاصمة السودانية الخرطوم في وقت سابق من الخميس، حيث التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان".
كما قال كوهين إن "توقيع اتفاقية السلام بين تل أبيب والخرطوم سيتم بعد شهور قليلة خلال العام الجاري في واشنطن"، دون تحديد تاريخ معين لذلك.
وأشار إلى أن زيارته للخرطوم "تمت بموافقة الولايات المتحدة"، موضحا أن "الطرفين وضعا اللمسات الأخيرة على نص اتفاقية التطبيع".
في وقت سابق من الخميس، أعلن مجلس السيادة السوداني أن رئيسه عبد الفتاح البرهان التقى كوهين في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية.
وعقب الزيارة، ذكرت الخارجية السودانية في بيان، أن الطرفين "اتفقا على المضي قدماً في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين".
وفي مؤتمره الصحفي، ذكر كوهين أنه "من المتوقع أن يتم حفل توقيع اتفاقية السلام بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد".
وأردف: "يقع السودان في موقع استراتيجي على شواطئ البحر الأحمر، وهو ثالث أكبر دولة في إفريقيا".
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن "السودان قاتل سابقاً إلى جانب الدول العربية في عدة حروب.. لكن العلاقات مع السودان تبدأ الآن بعد 75 عاماً من العداء".
وخلال المناقشات التي تمت في الخرطوم بين الوفدين الإسرائيلي والسوداني، قال كوهين إنّ "تل أبيب أبدت رغبتها في مساعدة السودان في جهود التنمية عبر مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، من ضمنها الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها".
حميدتي لم يلتقِ الوفد
بحسب وسائل إعلام سودانية، فقد اقتصرت اللقاءات والمباحثات مع الوفد الإسرائيلي على قادة الجيش السوداني دون أجهزة الدولة الأخرى.
حيث أكدت مصادر خاصة لـ"سودان تريبيون" عدم مقابلة نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، للوفد الإسرائيلي.
وكشفت المصادر عن عدم علم قيادة الدعم السريع بالزيارة أو إخطارها بذلك، كما لم يجتمع الوفد الإسرائيلي معها.
وقالت المصادر إن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، طلب من البرهان زيارة وفد حكومي سوداني لتل أبيب خلال الفترة المقبلة.
في وقت لاحق، أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أنه لا علم له بزيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم، وأنه لم يلتق به
.ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، عن حميدتي تأكيده "عدم صحة الأنباء المتداولة بشأن لقائه بالوفد الإسرائيلي الذي زار السودان الخميس".
تفاصيل زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي
من جانبه، كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الاتصالات بين تل أبيب والخرطوم، بمساعدة أمريكية، حققت تقدماً ملموساً يشير إلى قرب التوقيع على اتفاق تطبيع.
أضاف مصدر وكالة الأناضول مفضلاً عدم نشر هويته؛ لكونه غير مخول له الحديث للإعلام، أن "الوفد الإسرائيلي برئاسة وزير الخارجية كوهين، أجرى مباحثات مع المسؤولين العسكريين السودانيين في مجلس السيادة السوداني تناولت التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين البلدين".
في وقت سابق من الخميس، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كوهين قام الخميس برحلة سياسية تاريخية، موضحة في بيان، أنه "سيعقد مؤتمراً صحفياً خاصاً فور عودته، بمطار بن غوريون".
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن طائرة خاصة وصلت إلى الخرطوم الخميس، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن "السودان في طريقه للتوقيع رسمياً على اتفاقيات أبراهام (للتطبيع)".
بينما أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تبذل جهوداً في التوسط بين تل أبيب ومجلس السيادة السوداني، بهدف تسريع التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أن التوقيع على الاتفاق "بات ممكناً".
بالتزامن مع المحادثات مع السودان، قال المصدر السياسي إن إسرائيل "تأمل" خلال هذه المرحلة، الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاقات تطبيع مع دول أخرى، من بينها موريتانيا وإندونيسيا. وأضاف المصدر أن "هناك سبعاً أو ثماني دول عربية أو إسلامية، يمكن أن تنضم إلى اتفاقات التطبيع".
وبعد توقيع اتفاقية السلام بين تل أبيب والخرطوم، سيكون السودان سادس دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد مصر (1978) والأردن (1994)، والإمارات والبحرين والمغرب (2020).