“خبر سيئ” يحمله قادة أوروبا إلى زيلينسكي! تفاصيل أول قمة تعقدها كييف مع حلفائها منذ بدء حربها مع روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/03 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/03 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
قادة أوروبا يجتمعون لأول مرة في كييف منذ بدء الحرب/رويترز

يسعى زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إخماد توقعات أوكرانيا بشأن الانضمام السريع لعضوية الاتحاد، خلال اجتماعهم المقرر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، 3 فبراير/شباط 2023، ضمن قمة هي الأولى من نوعها في أوكرانيا منذ بدء الهجوم قبل نحو عام، بحسب ما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية.

من المقرر أن تجتمع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، مع زيلينسكي في كييف، الجمعة، لإجراء محادثات واسعة النطاق حول الحرب، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، ودمج أوكرانيا في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.

إخماد التوقعات

لكن بحسب الغارديان، فإن زعماء الاتحاد الأوروبي سيسعون في الاجتماعات المغلقة إلى إخماد توقعات أوكرانيا بشأن الانضمام السريع إلى الاتحاد، وإن كانوا سيتجنبون التصريحات السلبية في العلن؛ لكي لا تُضعف الروح المعنوية للأوكرانيين، أو تضر بمساعي زيلينسكي إلى تبشيرهم بمستقبل لهم بين الأوروبيين.

يأتي ذلك في وقت انتابت فيه المخاوف بعض دول الاتحاد الأوروبي من أن توقعات كييف بشأن إتمام سريع لمحادثات العضوية بالاتحاد غير واقعية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال دينيس شميهال، رئيس الوزراء الأوكراني، لموقع Politico الأمريكي، إن بلاده لديها "خطة شديدة الطموح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في غضون العامين المقبلين".

القمة جاءت لحشد الدعم ضد روسيا/رويترز
القمة جاءت لحشد الدعم ضد روسيا/رويترز

كان الاتحاد الأوروبي وضع أوكرانيا في مرتبة الترشيح للانضمام له في يونيو/حزيران الماضي، وهو قرار تاريخي اتُّخذ بسرعة غير معهودة في الطلبات من هذا النوع منذ عام 1992، ومع ذلك، فإن قلة من الدول الأعضاء من تتوقع حقاً انضمام أوكرانيا في وقت قريب.

سبق أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو/أيار الماضي، إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق بضعة عقود. في حين شكَّكت بعض المصادر الدبلوماسية في قدرة أوكرانيا على نيل العضوية في أي وقت، لا سيما أنها ستصبح أفقر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وأكبر متلقٍ للأموال الأوروبية إن حدث ذلك.

دول أوروبية تعترض

يشار إلى أن مسودة بيان القمة تنص على أن "الاتحاد الأوروبي يكرر حرصه على مساندة مزيد من التكامل الأوروبي لأوكرانيا"، ولديه العزم على "اتخاذ مزيد من الخطوات بمجرد استيفاء جميع الشروط المحددة في رأي المفوضية [بشأن ظروف المرشح]".

ومع ذلك، فقد تغيّرت العبارة المستخدمة من "التقدم الكبير" لأوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي إلى "الجهود الكبيرة"، بعد اعتراض من ألمانيا وهولندا وغيرهما من الدول التي قالت إن الاتحاد الأوروبي لم يُجرِ أي تقييم رسمي يسمح باستخدام هذه التصريحات المفرطة في التفاؤل.

في هذا السياق، قال دبلوماسي بارز بالاتحاد الأوروبي: "لن نتخذ مساراً سريعاً"، و"من السابق لأوانه الحكم" بما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي أم لا، "فالطريق أمام أي بلد مرشح يكون طويلاً، وأوكرانيا لن تُستثنى من ذلك"، بحسب ما نقلت الغارديان.

وعلى الرغم من أن بعض دول الاتحاد، مثل بولندا ودول البلطيق، تستخدم خطاباً أكثر تشجيعاً لأوكرانيا، وتأمل في انضمامها السريع، فإنها تتجنب الحديث عن تواريخ محددة لذلك.

من جهة أخرى، سافرت فون دير لاين إلى كييف، الخميس، 2 فبراير/شباط، مع 15 من مفوضي الاتحاد الأوروبي، وهي أول مرة يعقد فيها هذا العدد الكبير من كبار مسؤولي الاتحاد محادثات مع حكومة في منطقة صراع. وقد أثنت رئيسة المفوضية على الجهود التي بذلتها أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد، إذ قالت في حديث بصحبة زيلينسكي: "إن صمودكم، وصمود شعبكم، وتصميمه على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مثار إعجاب".

أما الرئيس الأوكراني، فتحدّث عن أهمية انضمام بلاده إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وقال: "نحن بحاجة إلى مميزات التكامل الأوروبي لكي تزيد من تحفيزنا، وتبرهن على أن صمود شعبنا في ساحة المعركة، وفي جميع مراحل هذه المعركة الشاقة، يحظى بدعم أوروبا بأكملها".

مع ذلك، فغالب الظن أن تبقى دول الاتحاد -التي يفترض أن تتحمل جزءاً كبيراً من تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا- متخوفة بشأن الاحتيال وإهدار الأموال في بلد صنفته منظمة الشفافية الدولية أنه ثاني أكثر الدول فساداً في أوروبا عام 2022.

وأشارت تقديرات البنك الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي إلى أن تكلفة إعادة الإعمار تصل إلى 380 مليار دولار، وإن كانت هذه التكلفة قد زادت بالتأكيد في أعقاب الهجمات الروسية على البنية التحتية للبلاد خلال شهور الخريف والشتاء.

تحميل المزيد