لا حديث عن الصحراء وسبتة ومليلية.. رئيس حكومة إسبانيا يغادر المغرب بعد زيارة “ناجحة” دون لقاء الملك

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/02 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/03 الساعة 05:28 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوس ونظيره المغربي في لقاس سابق/رويترز

انتهى الخميس 2 فبراير/شباط 2022، اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، حيث قاد رئيس الحكومة الإسبانية وفداً مهماً إلى الرباط، بعد أشهر من توتر العلاقات المغربية الإسبانية، لكن زيارة بيدرو سانشيز ووفده الحكومي، انتهت دون أن يحظى المسؤول الإسباني باستقبال من الملك محمد السادس.

حيث وصل رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى الرباط على رأس وفد يضم 12 وزيراً في حكومته؛ لتوقيع الاتفاقيات لتعزيز التجارة والاستثمار بما يشمل تسهيلات ائتمانية تصل إلى 800 مليون يورو (873 مليون دولار)، والتقريب بين البلدين في قطاعات أخرى غير الهجرة.

خلال السنوات الأخيرة شهدت العلاقات المغربية الإسبانية توترات بسبب أزمة المعابر الحدودية في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية بالشمال المغربي، وأيضاً بسبب ملف الصحراء الغربية واستقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الذي وصل إلى مدريد للعلاج، ما تسبب في غضبة كبيرة بالرباط.

"مرحلة جديدة" في العلاقات المغربية الإسبانية

خلال توقيعه 19 اتفاقية مع نظيره المغربي عزيز أخنوش، قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز: "اليوم نفتح مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الإسبانية".

بيدرو سانشيز قال أيضاً: "من جانب آخر، هناك شراكة اقتصادية… مشاريع لاستثمارات جديدة؛ وذلك لمرافقة المسيرة الرائعة للتطوير والتحديث التي تقوم بها المملكة المغربية".

بدوره أعرب رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، عن رغبة بلاده في الارتقاء بالتعاون في العلاقات المغربية الإسبانية ليشمل عدة قطاعات. وقال أخنوش إن "المشاورات بين البلدين أفضت إلى تقريب وجهات النظر في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

كما أشاد أخنوش بقرار إسبانيا في مارس/آذار الماضي، دعم مقترح "الحكم الذاتي" المغربي في إقليم الصحراء، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول،  ولفت إلى أن "هذه الدورة تكتسي أهمية كبيرة، لأنها تأتي في سياق تداعيات كوفيد والحرب في أوكرانيا وتأثيراتها على المستوى المعيشي للمواطنين وارتفاع التضخم".

كما يأتي هذا الاجتماع، بحسب أخنوش، "في ظل المتغيرات والتحديات الأمنية التي باتت تفرض نفسها على دول المنطقة، مما يقتضي التعاون في محاربة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للقارات والمجموعات الانفصالية والميليشيات المسلحة".

تجدر الإشارة إلى أنه في 14 مارس/آذار 2022، اعتبر سانشيز في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، أن مبادرة الرباط للحكم الذاتي هي "الأكثر جدية" لتسوية النزاع بالإقليم.

تجنب الحديث عن الصحراء وسبتة ومليلية

قبل زيارة سانشيز للرباط أثارت وسائل إعلام إسبانية ملفين مهمين حاسمين في زيارة رئيس الحكومة الإسباني للمغرب، وهما قضية إقليم الصحراء، وملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، لكن يبدو أن المسؤولين المغاربة والإسبان كان لهم رأي آخر.

حسب صحيفة "El Pais" الإسبانية، فإن حكومتي مدريد والرباط "تعهدتا بتجنب التصريحات العلنية التي تشكك في مواقفهما بشأن السيادة على الصحراء بالنسبة للمغرب، ومدينتي سبتة ومليلية بالنسبة لإسبانيا".

الأمر أكده سانشيز على هامش اجتماعه مع أخنوش عندما قال: "نحن نلتزم بالاحترام المتبادل، وسنتفادى في خطاباتنا وممارستنا العملية والسياسية كل ما يمكن أن يزعج الجانب الآخر، لا سيما فيما يخص سيادتنا"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

كما أشار إلى النية التي أعرب عنها البلدان في خريطة الطريق الخاصة بهما في 7 أبريل/نيسان الماضي، عندما استقبل الملك محمد السادس، سانشيز في الرباط، واتفقا على علاقات قائمة على أساس "الشفافية والتواصل الدائم".

بينما أعرب رئيس الحكومة الإسباني عن "ارتياحه الشديد لنجاح الرحلة التجارية الأولى عبر جمارك سبتة ومليلية"، في إشارة إلى مرور شاحنتين محملتين بالبضائع عبر المعابر الحدودية بين المدينتين والمغرب، حسب الصحف الإسبانية.

لماذا لم يستقبل الملم محمد السادس سانشيز؟

لم تفوّت المعارضة الإسبانية الفرصة دون أن توجه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، واتهمت المغرب بـ"إذلال مدريد" بسبب عدم استقباله من قبل الملك محمد السادس، وفق ما ذكرته صحيفة "ELMUNDO" الإسبانية في تقرير لها الأربعاء 1 فبراير/شباط.

الصحيفة أشارت إلى أنه في العام الماضي، بذلت السلطة التنفيذية الإسبانية جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات المغربية الإسبانية، "بدءاً من التحول 180 درجة في موقفها الدولي فيما يتعلق بالصحراء الغربية"، وصولاً إلى التصويت ضد قرار البرلمان الأوروبي الذي يطالب باحترام حرية التعبير والصحافة في المغرب.

بينما قالت إن العاهل المغربي الملك محمد السادس يُظهر مكانته القوية في هذه "المرحلة الجديدة من العلاقات" مع إسبانيا، عندما اكتفى بالحديث عبر الهاتف مع بيدرو سانشيز، من مقر إقامته في دولة الغابون حيث يقضي عطلة خاصة.

الحكومة الإسبانية ردت على اتهامات المعارضة، بالإشارة إلى الحديث المطول الذي جمع الملك المغربي ورئيس الحكومة الإسبانية.

حيث أوضحت مصادر حكومية لصحيفة "ELMUNDO"، أن الاتصال تمت الموافقة عليه قبل أيام واستمر نصف ساعة وهو "الوقت المعتاد للقاء شخصياً"، مشيرين إلى أنه يدل على "المشاركة الشخصية" للملك في تحسين التعاون.

بينما قال بيان للديوان الملكي في المغرب، إنه "في أفق تعزيز هذه الدينامية الإيجابية في الشراكة الاستراتيجية الثنائية الممتازة في العلاقات المغربية الإسبانية، دعا صاحب الجلالة رئيسَ الحكومة الإسبانية إلى القيام بزيارة رسمية للمغرب في أقرب الآجال".

تحميل المزيد