قال مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، 29 يناير/كانون الثاني 2023، إن مقطع الفيديو الذي نشره وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، حول إجلاء عائلة خيري علقم، منفذ عملية القدس، صدر بدون تنسيق مع الجيش، وكان غرضه إظهار الإساءة للعائلة.
المسؤول أشار إلى أن إصدار الفيديو بدون تنسيق، كان "خطوة سياسية بحتة"، إذ يُظهر الفيديو، الذي سلمته الشرطة إلى مكتب بن غفير، ووزعته على وسائل الإعلام، نساء من عائلة علقم يأخذن بعض المتاع ويخلين المنزل، قبل أن يغلق جيش الاحتلال المنزل الواقع بحي الطور بالقدس الشرقية.
مصادر أمنية قالت أيضاً للصحيفة الإسرائيلية، إن "رجال الشرطة [الذين سلموا الفيديو] يعملون في مكتب الوزير، ويتعرضون لضغوط سياسية، والغرض من نشر الفيديو هو إذلال العائلة، ولم يكن له حاجة مرتبطة بالتدابير العملياتية".
كان جيش الاحتلال و"الشاباك" قد أغلق منزل عائلة علقم يوم السبت، 28 يناير/كانون الثاني 2023، بناءً على قرار من مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) الإسرائيلي، وذلك بعد يوم من تنفيذ الهجوم الذي وقع مساء الجمعة، 27 يناير/كانون الثاني 2023.
بحسب المصادر الإسرائيلية، فإن مشاركة الشرطة في إغلاق المنزل كانت بضغط من مكتب بن غفير، كما أن إعلان قوات الأمن عن استعدادها لهدمه لم تتم بالتنسيق مع الجيش.
من جانبه، قال مصدر عسكري لـ"هآرتس" إن مقطع الفيديو المنشور لم يكن من تصوير المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، ولم يوافق الجيش على نشره، إلا أنه "خضع بعد توزيعه للتنقيح من جميع الأمور ذات الطبيعة الحساسة للتوثيق، وحُظر تداول النسخة التي لم تخضع لتنقيح الرقابة".
يزعم جيش الاحتلال أن مقطع الفيديو [غير المنقَّح] "تشاركته مجموعة محددة من الشرطة، ومختلف قوات الأمن المعنية".
كان الوزير المتطرف، بن غفير، قد قال، السبت، 29 يناير/كانون الثاني 2023، إنه أمر بهدم منازل فلسطينيين في القدس الشرقية، لأنها بُنيت بطرق غير قانونية، إلا أنه واجه معارضة من المدعية العامة للبلاد.
اتهم الوزير المدعيةَ العامة، غالي بهراف ميارا، بأنها تمنع إخلاء منازل الذين ارتكبوا هجمات ضد الإسرائيليين وتحول دون إغلاقها، لكن المدعية العامة رفضت مزاعم بن غفير وقالت إنها لم تتسلم التقرير المتعلق بهذا الشأن إلا مساء السبت، 29 يناير/كانون الثاني.
كان بن غفير قد تعرض لهجوم كبير داخل إسرائيل من قبل إسرائيليين حملوه مسؤولية عملية القدس التي قتل فيها المهاجم الفلسطيني 7 أشخاص وأصاب آخرين، وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إن "عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظياً أثناء وجوده في مكان تنفيذ العملية، وقالوا له: "هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير".
كذلك شنَّ رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً على بن غفير، واعتبره مسؤولاً عن عملية إطلاق النار في القدس.
يُشار إلى أن هجوم القدس جاء بعد يوم من عملية نفَّذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن قتل الجيش 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.