قال مسؤول إيراني كبير، اليوم الإثنين، 30 يناير/كانون الثاني 2023، إن إيران وروسيا ربطتا أنظمة الاتصال والتحويل لبنوكهما؛ للمساعدة في تعزيز المعاملات التجارية والمالية، بعيداً عن منظومة الدولار الأمريكي، في ظل خضوع طهران وموسكو لعقوبات غربية.
إذ قال محسن كريمي، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني، لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية "لم تعد البنوك الإيرانية بحاجة إلى استخدام سويفت… مع البنوك الروسية، وهو ما يمكن أن يكون لفتح خطابات الائتمان والتحويلات أو الضمانات".
ومنذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران في 2018، بعد انسحاب واشنطن من اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، تم فصل الجمهورية الإسلامية عن شبكة سويفت المالية العالمية للتحويلات المصرفية التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها.
وتم فرض قيود مماثلة على بعض البنوك الروسية منذ غزو موسكو لأوكرانيا العام الماضي.
وفي حين رفض البنك المركزي الروسي التعليق على الاتفاق الموقع، الأحد، 29 يناير/كانون الثاني، قال كريمي "سيتم ربط نحو 700 بنك روسي و106 بنوك غير روسية من 13 دولة مختلفة بهذا النظام"، دون الخوض في تفاصيل حول أسماء البنوك الأجنبية.
ورحّب رئيس البنك المركزي الإيراني محمد فرزين بهذه الخطوة. وكتب على تويتر "يجري إصلاح قناة الاتصال المالية بين إيران والعالم"
أهمية الاتفاق
إلى ذلك، قال ممثل البنك المركزي الروسي الموقع على الاتفاق، فلاديسلاف غريدشين، إن الميزة الكبرى لهذا الاتفاق هي أن العقوبات الغربية لا يمكن أن تؤثر عليه، وأن مؤسساتنا المالية ستكون على تواصل على نطاق أوسع مع المؤسسات والمنظمات المالية الأخرى في إيران بعد التوقيع على الاتفاق".
غيردشين أضاف "هذا الاتفاق يتعلق بالرسائل المالية وتحويلات الأموال، مما سيساعد رجال الأعمال في البلدين بشكل كبير".
وتسعى طهران وموسكو منذ بداية الحرب الأوكرانية إلى إقامة علاقات ثنائية وثيقة، فيما تحاول كل منهما بناء شراكات اقتصادية ودبلوماسية جديدة في أماكن أخرى.
ويشعر العديد من الإيرانيين بوطأة التضخم المتسارع وتزايد البطالة مع تفاقم المعاناة الاقتصادية التي تعود إلى حد كبير إلى العقوبات الأمريكية المرتبطة بالنشاط النووي الإيراني.
وارتفع التضخم إلى أكثر من 50% في أعلى مستوى منذ عقود. ووفقاً لتقارير مركز الإحصاء الإيراني، لا يزال معدل البطالة بين الشباب مرتفعاً مع تدني أوضاع أكثر من 50% من الإيرانيين إلى ما دون خط الفقر.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الإثنين، إن المؤسسة تواجه "مشكلة ملموسة فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية والمعيشة" لا يمكن علاجها دون النمو الاقتصادي.
إذ قال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون "يرتبط وضع أي دولة في عالم اليوم إلى حد كبير بقوتها الاقتصادية… نحن بحاجة إلى النمو الاقتصادي للحفاظ على مكانتنا الإقليمية والعالمية".