شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، غارات جوية على قطاع غزة، استهدفت موقعاً للمقاومة الفلسطينية دون أن تبلغ عن وقوع إصابات، وذلك بعد ساعات قليلة من إطلاق فصائل فلسطينية قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان ومستوطنات "الغلاف"، على خلفية "مجزرة جنين" التي استشهد فيها 9 فلسطينيين.
وشنت طائرات حربية للاحتلال غارات متتالية على موقع للفصائل العسكرية المسلحة وسط قطاع غزة، فيما تسبب القصف بحدوث انفجارات عنيفة، وأضرار بالمنازل المجاورة للموقع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراضه صاروخين "أُطلقا من قطاع غزة" باتجاه المستوطنات المحاذية له، وقال الجيش في بيان: "أطلق من قطاع غزة قذيفتان صاروخيتان تجاه الأراضي الإسرائيلية، حيث تمكنت القبة الحديدية (منظومة اعتراض الصواريخ) من اعتراضهما".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن أربع قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة، "سقطت اثنتان بمنطقة مفتوحة، في حين اعترضت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي، قذيفتين صاروخيتين".
ودوت صفارات الإنذار، قبيل انتصاف ليل الجمعة، في مدينة عسقلان وفي محيط قطاع غزة، حسبما جاء في بيان مقتضب صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن "التفاصيل قيد الفحص".
فيما أعلنت بلدية عسقلان فتح الملاجئ في جميع أنحاء المدينة بعد إطلاق الصواريخ من غزة.
والخميس، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين، 9 منهم داخل مخيم جنين، في عملية تعد وفق مراقبين، الأكبر من نوعها منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، فيما نددت فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين.
وتوعّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، إسرائيل بـ"دفع ثمن المجزرة التي ارتكبتها في جنين"، مشدداً على أن "رد المقاومة لن يتأخر".
وحذّرت حركة "الجهاد الإسلامي" من "اندلاع معركة قريبة ومفتوحة في قطاع غزة، في حال لم تتوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين".
مظاهرات داعمة لجنين
فيما تظاهر الآلاف في أنحاء متفرقة من غزة وقرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، ورفعوا العلم الفلسطيني مرددين هتافات، من ضمنها "بالروح بالدم نفديك يا مخيم جنين"، و"غزة والضفة يد وحدة".
كما عمت المظاهرات مدناً بالضفة الغربية، في طوباس وبيت لحم والخليل ورام الله، وتحولت إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال.
فيما شهدت قرية النبي صالح شمال غرب رام الله مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال خلال اقتحامها للقرية.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، المجتمع الدولي إلى التحرك ضد "الجرائم" الإسرائيلية.
دعوة لاجتماع مجلس الأمن
وحول العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، بربرا ليف، إنها "تواصلت مع الأطراف وحثتهم على خفض التصعيد وعلى التنسيق بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية".
كما أعربت عن قلقها إزاء وقوع خسائر في صفوف المدنيين، باعتباره أمراً مؤسفاً للغاية، حسب ما نقله موقع "الحرة" الأمريكي.
ومساء الخميس، دعت الإمارات والصين وفرنسا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ، الجمعة، حول التطورات الأخيرة في مدينة جنين، وفق بيان لبعثة الإمارات بالأمم المتحدة.