كشف الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في ألمانيا، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، أن الحلفاء الأوروبيين "بصدد تزويد أوكرانيا بما مجموعه 80 دبابة ليوبارد 2″، تزامناً مع تقارير إعلامية غربية أشارت إلى أن الحلفاء يخططون لتزويد أوكرانيا بهذا الرقم من الدبابات ألمانية الصنع "في أسرع وقت".
وقال الحزب الألماني على تويتر: "سيتم تسليم كتيبتين (بإجمالي نحو 80 دبابة قتال رئيسية) من طراز Leopard-2-A6 بشكل سريع إلى أوكرانيا"، وأوضح أن ألمانيا ستوفر 14 دبابة من مخزون جيشها، ومنحت أذونات للدول الأخرى التي تمتلك هذا الطراز من الدبابات بالتبرع للجيش الأوكراني بعدد منها.
وتخطط ألمانيا مع شركائها الأوروبيين لإرسال كتيبتين من دبابات ليوبارد 2 "بسرعة" إلى أوكرانيا، مما يشير إلى ما مجموعه 80 دبابة، حيث تتكون الكتيبة من 3 أو 4 سريا، كل سرية منها تتكون من نحو 14 دبابة.
إلى جانب ألمانيا، تعتزم كل من بولندا وإسبانيا والبرتغال والنرويج وفنلندا وهولندا إرسال الدبابات ألمانية الصنع والتي تعتبر من الأكثر الأسلحة البرية الهجومية تطوراً، مما قد يعني نقل الحرب "إلى مستوى جديد"، بحسب ما وصفته موسكو تعليقاً على قرار برلين، الأربعاء.
والأربعاء، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بلاده سترسل 14 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، كما سمحت لحلفائها بإرسالها أيضاً إلى كييف.
بولندا
كان رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، الذي أشاد بقرار ألمانيا، من أبرز الزعماء الأوروبيين الذين حثوا ألمانيا على السماح لدول ثالثة بإرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، وبحسب تقرير لـ"الأناضول" فقد طلبت بولندا الحصول على رخصة تصدير لـ14 دبابة من تلك الدبابات.
إسبانيا
في حين أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز، الأربعاء، أن إسبانيا مستعدة لإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا وتدريبها على استخدامها، ولكن "بالتنسيق دائماً مع الحلفاء".
وقالت روبلز لوكالة الأنباء الإسبانية EFE في وقت سابق، إن مدريد تنتظر أن تسمح ألمانيا علناً ورسمياً للدول الأخرى بالقيام بذلك.
البرتغال
وكانت البرتغال أعلنت، الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مع عدد من الحلفاء الداعمين لأوكرانيا عُقد في ألمانيا، أنها مستعدة لإمداد كييف بـ"ليوبارد 2″، كما عرضت تدريب القوات الأوكرانية على استخدامها. ويُذكر أن البرتغال تمتلك 37 دبابة "ليوبارد 2″، وفقاً لتقارير إعلامية.
هولندا
في السياق، تدرس هولندا أيضاً تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، على الرغم من أن مجلس الوزراء لم يتخذ أي قرار بعد. ويُذكر أن هولندا لا تمتلك أي دبابات من هذا الطراز، لكنها تستأجر 18 دبابة منها من ألمانيا، وفقاً لـNL Times المحلية.
فنلندا
من جانبه، أعرب الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، أن بلاده يمكنها زيادة مساعدتها العسكرية لأوكرانيا عن طريق إرسال دبابات ليوبارد 2 القتالية. كما قال وزير خارجية البلاد الأسبوع الماضي، إنهم مستعدون لإرسال الدبابات إلى أوكرانيا لدعم القتال ضد روسيا.
النرويج
في حين قالت صحيفة "دي إن" النرويجية اليومية، الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني، إن الحكومة النرويجية تدرس أيضاً تسليم 8 دبابات من 36 دبابة ليوبارد 2 القتالية إلى أوكرانيا، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.
دبابات أبرامز الأمريكية
يشار إلى أن الولايات المتحدة أعربت هي الأخرى، الأربعاء، أنها ستزود أوكرانيا بنحو 31 من أحدث دباباتها القتالية، وذلك بعد إعلان ألمانيا اتخاذ إجراء مماثل، وهي خطوات أشادت بها كييف باعتبارها نقطة تحول محتملة في معركتها ضد الغزو الروسي، بحسب رويترز.
وقال مسؤول في إدارة بايدن إنه يتوقع صدور مزيد من الإعلانات من حلفاء الولايات المتحدة بشأن مركبات مدرعة أخرى لأوكرانيا، وأشارت عدة دول أوروبية أعضاء في الحلف إلى أنها ستشارك أيضاً في إرسال دبابات ليوبارد.
سيؤدي إرسال الدبابات لأوكرانيا إلى كسر أحد آخر المحظورات في الدعم الغربي لأوكرانيا ضد الغزو الروسي الذي مضى عليه ما يقرب من عام، والذي يتمثل في تزويد كييف بأسلحة هجومية وليس دفاعية.
وظل الغرب متردداً في إرسال أسلحة هجومية ثقيلة إلى كييف؛ خوفاً من استفزاز روسيا التي تعد قوة نووية.
تصعيد "خطير"
في المقابل، عبّرت روسيا عن غضبها من قرار ألمانيا، قائلة إن برلين تتخلى عن "مسؤوليتها التاريخية تجاه روسيا" الناشئة عن الجرائم النازية في الحرب العالمية الثانية عندما غزت قوات هتلر الاتحاد السوفييتي.
اعتبر السفير الروسي في برلين، سيرغي نيتشايف، الأربعاء، أن قرار ألمانيا إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا "خطير للغاية"، ويرتقي بالحرب إلى مستوى جديد، في أول تعليق روسي على موافقة برلين على تزويد كييف بتلك الدبابات بعد وقت طويل من التردد.
وبحسب بيان نشره موقع السفارة الروسية في برلين، فإن موسكو وصفت القرار بالخطير، وأنه ينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة، ويتعارض مع تصريحات الساسة الألمان بشأن عدم رغبة بلادهم في التورط بالصراع.
وأضاف السفير الروسي أن هذه الخطوة أظهرت أن ألمانيا وأقرب حلفائها ليسوا مهتمين بحل دبلوماسي في أوكرانيا، مشيراً إلى "أنهم عازمون على تصعيد الصراع الدائم عبر ضخ غير محدود لأوكرانيا بأسلحة فتاكة جديدة".
من جانبه، وصف السفير الروسي في واشنطن عمليات التسليم المحتملة لدبابات قتال أمريكية من واشنطن بأنها "استفزاز صارخ آخر".