كشفت مجلة "politico" الإخبارية الأمريكية، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023، أن دبابات "أبرامز" التي تعتزم واشنطن إرسالها إلى أوكرانيا تفتقر إلى خاصية دفاعية مهمة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني، أن واشنطن سترسل إلى أوكرانيا 31 دبابة من طراز "أبرامز إم 1" بما يعادل "كتيبة دبابات"، فيما أعلن الحلفاء الأوروبيون في الوقت نفسه تزويد أوكرانيا بما مجموعه 80 دبابة ليوبارد 2″ ألمانية.
بحسب المجلة الأمريكية، تخطط الولايات المتحدة لإرسال دبابة القتال الرئيسية أبرامز إلى كييف بتكوين M1A2 الأكثر تقدماً، وفقًا لثلاثة أشخاص على دراية بالمداولات.
لكن الأشخاص، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، قالوا إن الدبابات المقرر إرسالها إلى أوكرانيا "لن تشمل مزيج الدروع السرية الذي يجعل النسخة الأحدث للجيش قاتلة للغاية".
لكن بحسب السياسة الفيدرالية، فإن واشنطن تحظر تصدير "دروع سرية"، تميز الدبابات الأمريكية، ةوفقاً لشخص رابع مطلع، ستجرد الولايات المتحدة المركبات من هذه "الوصفة" السرية للدروع قبل نقلها إلى أوكرانيا.
وعكس الدبابات الأخرى التي تستخدم الديزل، فإن أبرامز لديها محرك توربيني نفاث يستهلك وقود الطائرات JP-8، وهو أغلى ثمناً ويصعب صيانته. كما أنه من الصعب صيانتها، وأي خطأ في الطاقم يمكن أن يؤدي إلى انفجار المحرك.
ما مواصفات الدبابة أبرامز؟
لدى الجيش الأمريكي نحو 3500 دبابة من طراز إم-1 أبرامز في المخازن، وفقاً لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وعلاوة على ذلك، تخلى سلاح مشاة البحرية الأمريكي عن أسطول أبرامز المكون من 450 وحدة كجزء من إعادة توجيهه الاستراتيجي طويل الأجل نحو الصراع في المحيط الهادئ.
ونُقِلَت بالفعل 300 من هذه الدبابات إلى الجيش الأمريكي، ومن المقرر نقل الرصيد المُخزَّن في الخارج وعلى السفن البحرية هذا العام. وهناك طلب إقليمي بالفعل على دبابات أبرامز الأمريكية المستعملة، حيث وافقت وزارة الخارجية على بيع 116 دبابة منها إلى بولندا في ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى جانب 12 من مركبات الاسترداد من طراز إم-88، وثمانية جسور هجومية مشتركة من طراز إم-1110، وعناصر متنوعة أخرى، وهي صفقة توضح القيمة التقريبية التي قد تبدو عليها حزمة دبابات أبرامز الأولية إلى أوكرانيا.
ترى مجلة فورين بوليسي أن هذه الدبابات ستخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وهي في الخدمة العسكرية الأوكرانية، بدلاً من تراكم الغبار عليها في المستودعات. ويمكن أن تُستخدَم بموجب الانسحاب الرئاسي، وهي سلطة استُخدِمَت 30 مرة حتى الآن لدعم أوكرانيا. ويمكن للولايات المتحدة أيضاً استخدام قانون الإعارة للدفاع عن الديمقراطية الأوكرانية لعام 2022 لإقراض أو تأجير دبابات أبرامز الفائضة (أو حتى تلك التي في الخدمة الفعلية) لأوكرانيا.
أثبتت دبابات أبرامز نفسها في القتال، وضمن ذلك الاشتباكات الرئيسية في عاصفة الصحراء وغزو العراق، حيث هاجمت الدروع العراقية المصممة روسيّاً والتي غالباً ما تكون مطابقة تقريباً لما تسحبه روسيا الآن من مستودعاتها للحرب في أوكرانيا. ويمكن للأوكرانيين إغراق الفضاء المعلوماتي الروسي بصور الدروع العراقية التي دمرتها دبابات أبرامز بشكل كارثي في عامي 1991 و2003.
صحيحٌ أن دبابات أبرامز، مثل المدرعات الأخرى، تتطلب قدراً كبيراً من الدعم في الميدان، ومع ذلك فقد أُمِدَّت بها العديد من الجيوش الشريكة للولايات المتحدة، وضمن ذلك جيوش أستراليا ومصر والعراق والكويت والمغرب والمملكة العربية السعودية، وقد استخدمها العديد منها في القتال الفعلي. وتُظهر التجربة حتى الآن الكفاءة الأوكرانية في الحفاظ على أسلحة معقدة من جانب الناتو في ظل ظروف قاسية.
علاوة على ذلك، فإن أحد العناصر الرئيسية لدبابات أبرامز -الطاقة التوربينية الغازية- يأتي في شكل عبوات معيارية ويمكن نقلها بواسطة الشاحنات للصيانة والإصلاح في المناطق الخلفية بمساعدة الفنيين الأمريكيين. ومن شأن الاعتماد على المخزونات الكبيرة في الولايات المتحدة أن يسمح للقوات الأوكرانية بالاستفادة من نظام مبادلة حزمة الطاقة لدعم الاستخدام المكثف في ساحة المعركة.
لكن إرسال أسلحة جديدة إلى أوكرانيا، خاصةً الدبابات، يمثل خطراً داهماً، إذ سيُقابَل بمزيد من التهديد بالتصعيد من جانب روسيا، وضمن ذلك شبح الحرب النووية، إلا أن هذا الخطر لم يمنع الولايات المتحدة من إرسال الدبابات، في مؤشر واضح على تغير موقف واشنطن بشكل شبه جذري منذ أن بدأت الحرب وحتى الآن.
ومنذ الصيف، قدم الناتو أكثر من 20 مليار دولار من المعدات العسكرية، وضمن ذلك المدفعية، وأكثر من 1.5 مليون طلقة من ذخيرة المدفعية، وأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة التي ساعدت في قلب مجرى الحرب أواخر صيف عام 2022.