قالت المفوضية الأوروبية إنها ترغب في التصدي للعدد المتزايد من المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال وضع استراتيجية جديدة لعمليات الترحيل، ما يمثل خيبة الأمل لعدد كبير من طالبي اللجوء، الذين استطاعوا الوصول لأراضي أوروبا.
مفوضية الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي، إيلفا يوهانسون، قالت الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، إن "أولئك الذين لا يحتاجون للحماية يجب أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية"، وفقاً لما أورده موقع "الجزيرة نت".
يوهانسون أشارت إلى أنه في عام 2022، تم تسجيل وصول أكثر من 300 ألف مهاجر غير نظامي، وقالت إن معظم هؤلاء الوافدين غير مؤهلين للحصول على اللجوء.
تشمل الاستراتيجية الجديدة تعاوناً أكبر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووكالات تابعة له، مثل: وكالة فرونتكس، ووكالة إدارة حدود التكتل، مع اتخاذ قرارات أسرع ومشاركة أكبر للبيانات.
كذلك لفتت يوهانسون إلى أن المفوضية ترغب في زيادة معدلات الترحيل مع دول المهاجرين الأصلية، التي تتعاون بشكل جيد مع الاتحاد الأوروبي، وليست لديها "عقبات سياسية".
في سياق متصل، ذكر بيان للمفوضية أن استراتيجية فعّالة للترحيل يتعين أن "تكون بمثابة رادع للمساعدة في تقليص الهجرة غير الآمنة وغير النظامية".
كان الاتحاد الأوروبي قد حاول لعدة أعوام زيادة معدلات الترحيل، لكن نجاحه كان محدوداً، رغم تشديد دول أوروبية إجراءاتها الأمنية، ومراقبة الحدود البرية والبحرية.
يأتي الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة في وقت طالبت فيه إيطاليا ومالطا، الاتحاد الأوروبي بوضع تدفقات الهجرة كأولوية.
وكالة "آكي" الإيطالية قالت إن وزيرَي الشؤون الأوروبية الإيطالي والمالطي، طالبا بالتزام سياسي ومالي أكبر من الاتحاد الأوروبي، لصالح بلدان الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط.
الوزيران أشارا إلى "الحاجة إلى التزام سياسي ومالي أكبر من جانب الاتحاد الأوروبي لصالح بلدان الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، من أجل مراقبة أكثر فاعلية للحدود البحرية، ولتقنين نشاط المنظمات غير الحكومية بمياه المتوسط على المستوى الأوروبي، بحيث تعمل في ظروف أكثر وضوحاً وشفافية".
كانت منظمات خيرية، تشارك في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر، قد استنكرت يوم 5 يناير/كانون الثاني 2023، الإجراءات الصارمة المناهضة للهجرة التي أقرتها الحكومة الإيطالية في الآونة الأخيرة، وقالت إن القواعد الجديدة ستؤدي لوفاة المزيد من المهاجرين في البحر المتوسط.
ينص قرار تمت المصادقة عليه على أنه يتعين على السفن الخيرية أن تطلب الرسو في أحد الموانئ، وأن تُبحر صوبه "دون تأخير" بعد أي عملية إنقاذ، بدلاً من البقاء في البحر للبحث عن قوارب مهاجرين أخرى تقطّعت بها السبل مثلما يحدث الآن.
يُذكر أن المنظمة الدولية للهجرة كانت قد أعلنت في وقت سابق، أن 2556 شخصاً فَقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عموماً العام الماضي، بينهم 1126 لقوا حتفهم على طريق غرب إفريقيا والمحيط الأطلسي، و260 سقطوا ضحايا في طريق غرب البحر المتوسط.