هل تراجعت عن دعم مرشح حزب الله؟ مصر تنضم لاجتماع خماسي حول الملف اللبناني بطلب فرنسي

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/24 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/24 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون/رويترز

كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ"عربي بوست" أن مصر انضمت إلى الدول التي ستعقد اجتماعاً دولياً خاصاً بملفي الرئاسة والحكومة اللبنانيين، والمقرر عقده نهاية يناير/كانون الثاني 2023.

وكان من المنتظر أن يكون الاجتماع رُباعياً بمشاركة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية، لكن القاهرة أبدت استعدادها في حل الأزمة السياسية العالقة في لبنان، ودعم مسار التسوية لإيجاد صيغ توافقية بين الأطراف اللبنانية. 

وحسب مصدر دبلوماسي عربي لـ"عربي بوست" فإن مصر تراجعت عن فكرة دعمها لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية (حليف النظام السوري ومرشح حزب الله) لرئاسة اللبنانية، كما أنها تراجعت عن فكرة إعادة تكليف رئيس الحكومة الحالية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مرة جديدة.

وباتت القاهرة اليوم، حسب المصدر نفسه، أقرب لتبني الموقف الأمريكي والخليجي لوصول قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة اللبنانية، والإتيان بشخصية اقتصادية لرئاسة الحكومة اللبنانية.

فرنسا وراء إشراك مصر

"لماذا تم إشراك مصر في ملف الرئاسة اللبنانية رغم الواقع الاقتصادي والسياسي المتعثر الذي تعيشه مصر؟ سؤال رد عليه مصدر "عربي بوست" بكون القاهرة دخلت على خط القضية اللبنانية بطلب فرنسي. 

وقال المصدر نفسه إن "الإدارة الفرنسية تُفضّل أن يكون شركاؤها المصريون حاضرين في الاجتماع، باعتبار أن القاهرة متقاربة في القراءة السياسية والموقف من الأزمة اللبنانية مع الجانب الفرنسي".

وأضاف المصدر نفسه أن فرنسا ترى أن القاهرة قادرة على التأثير على الموقف السعودي، ويُمكنها أيضاً أن تُلين موقفه فيما يتعلق بقضية اختيار الرئيس اللبناني المقبل بشكل يُرضي الأطراف الخارجية، وعلى رأسها باريس.

بالمقابل يؤكد المصدر أن السعودية وبعد الاجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والمصري منذ أيام على هامش قمة دافوس تطرق الجانبان بحديثهما لكل الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الملف اللبناني.

بعد هذا الاجتماع، تم إصدار بيان تطرّق بشكل واضح لتطابق الرؤى في ملف الرئاسة اللبنانية، لذا فإن الرياض تحبذ كذلك دخول القاهرة على الخط، على قاعدة الالتزام بنقاط البيان المشترك، وبذلك ستكسب السعودية بدورها موقفاً إلى جانبها.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" فإن فرنسا وقطر ستعملان بعد الاجتماع المنتظر على فتح حوار مع إيران للوصول إلى صيغة تضمن استقرار لبنان لمرحلة أطول، وتُحيّده عن الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية الحاصلة في محيطه، وتحديداً سوريا والأردن ومصر.

الفرنسيون وتحضيراتهم

في إطار متصل أشار مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"عربي بوست" إلى أن الرئاسة والخارجية الفرنسيتين أنهيتا التحضيرات الجارية لاجتماع مستشاري ومديري خارجية الدول المهتمة بالملف اللبناني، والذي سيكون إما نهاية الشهر الحالي أو أول الشهر القادم.

وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ قادة الدول المهتمة بالملف اللبناني بأنه لن يترك الأوضاع تنهار دون التحرك، لذا سيجمع كل الدول المهتمة بالملف اللبناني، منها أيضاً دول أوروبية، بالإضافة لمسؤولين إيرانيين.

وبحسب المصدر الأوروبي فإن هذا الاجتماع سيتوسع لاحقاً ويرفع مستوى المشاركة فيه بهدف زيادة الضغط ووضع مجموعة الآليات التي يملكها المشاركون، والبحث في كل ما يمكن القيام به في الملف اللبناني.

وأشار المصدر نفسه إلى أن الاجتماع المقبل حول لبنان لديه على جدول أعماله بند واحد، وهو تسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس الحكومة المقبل.

حراك داخلي.. جنبلاط مع حزب الله

وبالتزامن مع التحركات الخارجية برز تحرك داخلي يقوده حزب الله يهدف للحوار مع الأطراف السياسية الفاعلة في لبنان، وذلك مع ازدياد الضغوطات على الحزب وتحميله مسؤولية تعطيل جلسات انتخاب الرئيس اللبناني.

وحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مصادر خاصة فإن وفداً قيادياً من حزب الله التقى برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بغية إيجاد قواسم مشتركة للملف الرئاسي.

وأضافت المصادر نفسها أن جنبلاط أكد لحزب الله أن الواقع السياسي للبلاد لم يعد يحتمل الإتيان بشخصية كسليمان فرنجية كرئيس للبنان، بكونه حليف حزب الله ونظام بشار الأسد، الأمر الذي  سيُؤثر على علاقات لبنان الخارجية.

وتشير المعلومات إلى أن جنبلاط اقترح على حزب الله اختيار اسم من ثلاثة أسماء جرى طرحها، وهي: قائد الجيش جوزيف عون، والبرلماني السابق صلاح حنين، أو جهاد أزعور، إلا أن الحزب شدد لجنبلاط على أنه ملتزم حتى اللحظة مع فرنجية، وأن الأمر الوحيد الذي سيدفع الحزب للتراجع مقرون بإعلان فرنجية انسحابه من السباق الانتخابي.

المحلل السياسي ربيع دندشلي قال في حديثه لـ"عربي بوست" إن جنبلاط سعى من خلال اللقاء الذي جمعه بالوفد ذاته إلى إخبار حزب الله بالسعي للخروج من النفق المظلم، عبر انتخاب رئيس من خارج محور "الممانعة".

كما أن جنبلاط متخوف من ردة فعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حال استطاع حزب الله إيصال حليفه، والذي قال إنه ينبئ بإعادة النظر بالنظام السياسي، ما يعني أن فكرة الفيدرالية والانفصال باتت مطروحة، وهذا الأمر يخيف جنبلاط ويضطره للذهاب نحو البحث عن تسوية سياسية. 

مصالحة مع باسيل

بالتوازي كان لافتاً إعادة ربط التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد جفاء شهدته العلاقة بين الطرفين، على خلفية مشاركة وزراء حزب الله في جلسات حكومية يعتبرها باسيل ضرباً للموقع المسيحي الشاغر.

ولهذا الغرض، زار أيضاً وفد من حزب الله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إذ ضم الوفد المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.

من جهته كشف مصدر من حزب الله لـ"عربي بوست" أن الحزب لم يجتمع بباسيل لإبلاغه عن ترشيح الحزب لسليمان فرنجية، فهذا أمر معروف، وقد أبلغه نصر الله لباسيل سابقاً، كما أن موقف باسيل معروف ولن يتراجع عنه، وبالتالي فإن انعقاد اللقاء لن يكون له أي مفعول. 

وبحسب المصدر نفسه فإن باسيل أصر على شرح تصور التيار القائم على ضرورة وجود برنامج ومواصفات يجب أن يتم الاتفاق عليها لرئاسة الجمهورية، وبالتالي اختيار المرشح المتوافق معه من دون أن يعرض أي اسم، لكنه كرر الدعوة إلى فتح النقاش حول كل الخيارات، وعدم حصر الأمر بمرشحين اثنين فقط، أي سليمان فرنجية أو جوزيف عون.

وتشير المعلومات إلى أن الوفد تناول مع باسيل عدة ملفات من بينها الحكومة وعمل مجلس النواب، لا سيما لجهة عدم القبول بالدفع نحو فراغ حكومي وبرلماني يتمّم الفراغ الرئاسي، وأن الهدف الأول من الاجتماع هو العمل على ترتيب الخلاف بما يحول دون تحوّل التفاهم إلى خصومة. 

وبحسب المصدر فإن اللقاء بين باسيل ووفد حزب الله يوم أمس وإعادة ترتيب العلاقة وتطويرها وحصر الخلاف بطريقة داخلية سيمهد الطريق للقاء قريب بين باسيل وأمين عام الحزب حسن نصر الله خلال المرحلة القادمة.

علامات:
تحميل المزيد