يعتزم أعضاء "نشرة علماء الذرة"، الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، اتخاذ قرارهم بشأن تحديث "ساعة القيامة"، التي تمثل حكم أبرز خبراء العلم والأمن حول المخاطر التي تتهدد الوجود البشري، على خلفية الحرب في أوكرانيا وأزمات أخرى، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إذ إنه منذ عام 2020 ثبّتت الساعة مقياسها لاندثار البشرية، لتفصل 100 ثانية فقط عن منتصف الليل، أو بعبارة أخرى اندثار البشرية. ومن المتوقع أن تكشف الساعة عن تنبؤاتها لهذا العام في مؤتمر افتراضي، في الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت غرينتش، وفقاً لما ذكرته عبر موقعها.
تصف المنظمة ساعة القيامة بأنها "استعارة" عن مدى قرب البشرية من التدمير الذاتي، وتقول إن عملية إعادة الضبط السنوية يجب أن يُنظر إليها على أنها "دعوة للعمل لإعادة العقارب إلى الوراء".
يتم اتخاذ قرار إعادة ضبط عقارب الساعة كل عام من قبل مجلس العلوم والأمن في النشرة، ومجلس الرعاة الذي يضم 11 من حاملي جائزة نوبل، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بالنسبة لعام 2023، قالت النشرة إنها ستأخذ في الاعتبار الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات البيولوجية، وانتشار الأسلحة النووية، واستمرار أزمة المناخ، وحملات التضليل التي ترعاها الدول والتقنيات التخريبية.
بينما تم تحريك عقارب الساعة 100 ثانية قبل منتصف الليل، في يناير/كانون الثاني 2021، وهي أقرب نقطة من منتصف الليل في تاريخ الساعة، وظلت على هذا التوقيت العام الماضي.
قالت النشرة في بيان، خلال تحديث الساعة العام الماضي "تظل الساعة في أقرب نقطة على الإطلاق ليوم القيامة ونهاية الحضارة، لأن العالم لا يزال عالقاً في لحظة خطيرة للغاية". وتم ضبط الساعة في الأصل عند سبع دقائق قبل منتصف الليل.
كانت المسافة الأبعد عن منتصف الليل 17 دقيقة، ضُبطت بعد نهاية الحرب الباردة عام 1991. وتأسست النشرة عام 1945 على يد ألبرت أينشتاين، وجي روبرت أوبنهايمر، وعلماء آخرين عملوا في مشروع مانهاتن، الذي أنتج أول أسلحة نووية.
ما هي "ساعة القيامة"؟
تشكل ساعة القيامة التي أسّسها العالم ألبيرت أينشتاين، وباحثون من جامعة شيكاغو، عام 1947، مقياساً لمدى اقتراب البشرية من تدمير ذاتها، وكلما اقتربت الساعة من بلوغ منتصف الليل، زادت فرص اندثار البشرية.
أسّست منظمة "Bulletin of the Atomic Scientists"، على أيدي علماء الذرة، الذين أسهموا في تطوير الأسلحة النووية الأمريكية، ضمن ما يُعرف باسم "مشروع مانهاتن"، الذي قدم أول قنبلة ذرية إلى العالم، لأنهم لم يتمكنوا من تجاهل المخاطر الكامنة وراء عملهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ذا إندبندنت".
رغم أن الهدف وراء تأسيس ساعة القيامة في البداية كان قياس اندثار البشرية وفقاً للأسلحة النووية، إلا أنه توسّع في وقت لاحق ليواجه كل التحديات التي تواجه البشرية. وتحتضن جامعة شيكاغو الأمريكية الساعة في إحدى ردهاتها.
يمكن لعقارب هذه الساعة أن تسير قدماً أو إلى الوراء، وفقاً لتدهور الوضع الإنساني أو تحسنه، ففي عام 1991، ومع نهاية الحرب الباردة، فصلت 17 دقيقة منتصف الليل، وظلت بذاك الشكل حتى عام 1995. ومنذ عام 1947، أي منذ تأسيسها، عاد الزمن بالساعة إلى الوراء ثماني مرات، في حين تقدمت نحو "الاندثار" 16 مرة.