قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، إنه على الرغم من أن الجيش الروسي تكبّد عشرات الآلاف من الضحايا في أوكرانيا، لكن مسؤولي دفاعه ما زالوا يجدون الوقت لمحاولة التأكد من أنَّ قواتهم حليقة الذقن في ساحة المعركة.
حيث أمر الجنرال فاليري جيراسيموف، الذي عيّنه الكرملين في يناير/كانون الثاني 2023 قائداً عاماً للقوات الروسية، الجنود بتحسين "انضباطهم اليومي". ويشمل هذا، وفقاً لوزارة الدفاع البريطانية، فرض الزي وقصات الشعر الموحدة.
سخرية من حظر اللحى في الجيش الروسي
لكن ما أثار أكبر قدر من السخرية هو حظر اللحى في الجيش الروسي. وصف يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة فاغنر للمرتزقة الموالين للكرملين، قادة الدفاع الروس بأنهم "مجموعة من المهرجين" الذين كانوا يسعون إلى "إضفاء بريق على الجيش". كما وصف الانفصاليون المدعومون من الكرملين في شرق أوكرانيا حظر اللحى بأنه "مهزلة" ستعرقل عمل القوات.
بدوره، وصف رمضان قديروف، رئيس الشيشان الذي عينته موسكو، الأمر بأنه إهانة لقواته المسلمة. وقال إنَّ القوات الشيشانية المعروفة بـ"رجال قديروف" تطيل لحاها تكريماً لله والنبي محمد (ﷺ).
من جانبه، أيّد فيكتور سوبوليوف، عضو لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، هذه السياسة، وقال الأسبوع الماضي إنَّ الجنود يجب عليهم حتى خلال المعارك "الأكثر ضراوة" تخصيص "15 إلى 20 دقيقة لترتيب مظهرهم". وفي وقت لاحق، صرح سوبوليوف بأنه التقى بممثلي قديروف ولم يكن لديه أي شيء ضد المقاتلين الشيشان الملتحين. واضطر عدد من منتقدي قديروف إلى الاعتذار في السنوات الأخيرة، غالباً بعد تهديدات بالقتل.
انتقادات بريطانية للجيش الروسي
في هذا السياق، قالت وزارة الدفاع في لندن: "من المرجح أنَّ إعطاء جيراسيموف الأولوية لقواعد ثانوية إلى حد كبير يؤكد مخاوف العديد من المتشككين فيه بروسيا. وقد بدأت تنتشر نظرة عنه، هو ووزير الدفاع سيرجي شويغو، بأنهما مُغيّبان ويركزان على العرض أكثر من الجوهر".
من جانبه، يريد جيراسيموف أيضاً تضييق الخناق على استخدام القوات للهواتف المحمولة، بعدما قال الكرملين إنَّ المكالمات مع الأقارب عشية رأس السنة الجديدة ساعدت أوكرانيا في تنفيذ هجوم صاروخي على ثكنات في منطقة دونباس أسفر عن مقتل 89 جندياً على الأقل.
في حين تحاول موسكو سحق مجموعة صغيرة، لكن يزداد صوتها علواً، من أمهات وزوجات الجنود الذين يطالبون الكرملين بإجابات. واعتقلت السلطات الروسية أولغا تسوكانوفا، الناشطة البارزة، يوم الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، في مطار في سامارا بوسط روسيا، قبل أن تتمكن من ركوب طائرة متجهة إلى موسكو.
كانت تسوكانوفا تخطط لتسليم مئات الشكاوى من أفراد عائلات المجندين الذين وقعوا في الأسر أو فُقِدوا في أوكرانيا إلى المسؤولين العسكريين في موسكو. وقالت إنها خضعت للاستجواب لمدة ثلاث ساعات في المطار وحُذِّرَت من أنها ستُتَهَم بـ"تشويه سمعة الجيش الروسي".