ذكر التلفزيون الوطني في بوركينافاسو، السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، نقلاً عن وكالة أنباء محلية، أن الحكومة العسكرية طالبت برحيل القوات الفرنسية المتمركزة في البلاد، التي كانت إحدى المستعمرات السابقة لباريس في القارة السمراء، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
فيما لم يردّ متحدث باسم الحكومة على الفور على طلب للتعليق، كما لم يتسن التواصل حتى الآن مع متحدث باسم الحكومة الفرنسية للتعقيب، أكد مصدر مقرب من الحكومة العسكرية في بوركينافاسو نبأ المطالبة برحيل القوات الفرنسية، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
حيث نقل تلفزيون (آر.تي.بي) في بوركينافاسو عن وكالة الأنباء القول إن الحكومة العسكرية علقت، في 18 يناير/كانون الثاني اتفاقاً عسكرياً، أُبرم عام 2018، سمح بوجود القوات الفرنسية في البلاد. وأضاف أن على فرنسا سحب قواتها من بوركينافاسو في غضون شهر واحد.
يعد هذا القرار مؤشراً على تدهور العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة، منذ الانقلاب العسكري في سبتمبر/أيلول 2022. ويسود بعض التوتر بسبب تصورات بأن الوجود العسكري الفرنسي في بوركينافاسو لم ينتج عنه تحسن للوضع الأمني، في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، والتي تواجه تمرداً.
احتجاجات ضد فرنسا في بوركينافاسو
تزامناً مع ذلك، تظاهر المئات ضد باريس في العاصمة واجادوجو، الجمعة 20 يناير/كانون الثاني، مرددين شعارات مناهضة لفرنسا، ورفعوا لافتات تطالب الجيش الفرنسي بمغادرة البلاد.
حيث تجمّع المئات في وسط واجادوجو، ورددوا شعارات مناهضة لفرنسا، ورفعوا لافتات تدعو الجيش الفرنسي إلى الخروج من البلاد. وأشعل البعض النار في أعلام فرنسا أو استخدموها لجمع القمامة. وقال محتج يدعى أداما سوادوجو "نريد أن نظهر لفرنسا أننا لم نعد بحاجة إليها".
بينما توترت العلاقات بين بوركينافاسو ومستعمرتها السابقة، في أعقاب انقلابين عسكريين العام الماضي، نتجا جزئياً عن فشل السلطات في حماية المدنيين من نشاط الجهاديين في الشمال القاحل.
إذ قال محتج يدعى لاسان ساوادوجو، إنه يشعر بالأسى للتدهور الأمني المستمر في بوركينافاسو منذ بدء الاضطرابات عام 2015. وقال مراسل لرويترز إن الاحتجاج كان سلمياً إلى حد كبير، وانتهى دون وقوع حوادث.
فيما استهدفت حشود غاضبة في السابق السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي وقاعدة عسكرية فرنسية. وهناك خلاف أيضاً بين البلدين منذ أن أطاحت الحكومة العسكرية بالمجلس العسكري السابق في انقلاب، في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أوقفت السلطات بث راديو (إر.إف.إي) "راديو فرنسا الدولي"، في ديسمبر/كانون الأول، بسبب تقارير قالت إنها كاذبة، وإنها أعطت صوتاً لمتشددين إسلاميين. وفي وقت سابق هذا الشهر، طلبت الحكومة استبدال سفير فرنسا.
حسب وكالة رويترز، فإن لدى فرنسا نحو 400 من القوات الخاصة المتمركزة في البلاد، لمساعدة القوات المحلية في محاربة التمرد الإسلامي، الذي بدأ في مالي ثم انتشر في منطقة الساحل على مدى العقد الماضي.