قال خبير حكومي بارز في الصين، السبت، 21 يناير/كانون الثاني 2023، إن احتمال حدوث تفشٍ جديد واسع النطاق لفيروس كورونا في الصين خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة ضئيل للغاية، نظراً لأن 80% من السكان أُصيبوا بالفيروس بالفعل.
وأفاد وو تشون يو، كبير خبراء الأوبئة في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها عبر منصة ويبو للتواصل الاجتماعي، بأن حركة التنقل الضخمة خلال فترة عطلة السنة القمرية الجديدة الحالية يحتمل أن تعمل على انتشار الوباء، مما يفاقم العدوى في بعض المناطق، ولكن ليس من المرجح حدوث موجة جديدة من كوفيد-19 على المدى القريب.
ويسافر مئات الملايين من الصينيين في أنحاء البلاد في عطلة لمّ الشمل مع العائلة بعد تخفيف قيود مكافحة كورونا، التي تسببت في تعليق مثل هذه التجمعات، مما أثار مخاوف من ظهور بؤر لتفشي المرض مجدداً في المناطق الريفية الأقل تجهيزاً للتعامل مع حالات التفشي الكبيرة.
فيما قال مسؤول في لجنة الصحة الوطنية، الخميس، إن الصين تجاوزت ذروة الإصابات بكوفيد في عيادات علاج الحمى وغرف الطوارئ ووحدات الحالات الحرجة.
الصين ترفع الإجراءات المشددة
وفي تصريح نادر، أعلنت السلطات الصحية في الصين، في 14 يناير/كانون الثاني، تسجيل 60 ألف وفاة تقريباً بكوفيد-19 خلال 5 أسابيع، وهي أول حصيلة كبيرة لوفيات بكوفيد-19 تتحدث عنها الحكومة منذ رفع التدابير الصحية فجأة، في مطلع ديسمبر/كانون الأول.
قال رئيس مكتب الإدارة الطبية في لجنة الصحة الوطنية، جياو ياهوي، للصحفيين، إن الصين سجّلت 59938 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19، بين 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، و12 يناير/كانون الثاني 2023.
يأتي هذا بعد أن أدى إلغاء الصين قيودها الصارمة المرتبطة بالجائحة، قبل شهر، إلى انتشار الفيروس بين 1.4 مليار نسمة ليست لديهم مناعة تُذكر، بسبب الإغلاق المفروض عليهم بعد أول ظهور لكوفيد-19، في مدينة ووهان، قبل 3 سنوات.
وأبلغت دور الجنائز عن ارتفاع الطلب على خدماتها، واكتظت المستشفيات بالمرضى، بينما يتوقع خبراء صحيون عالميون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام.
لم تعلن الصين رسمياً سوى عن عدد قليل من الوفيات المرتبطة بكوفيد، منذ تعديل سياستها في التعامل مع الفيروس، وقلَّلت من شأن المخاوف المتعلقة بالمرض، الذي سبق أن عانت للقضاء عليه من خلال الإغلاقات العامة، حتى مع إعادة فتح باقي دول العالم حدودها.
إلا أن السلطات عازمة على إلغاء آخر ما تبقى من سياساتها، الرامية إلى عدم انتشار فيروس كورونا، وفق ما قالته وكالة رويترز.
والشهر الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إنها لم تتلقَّ بيانات من الصين بشأن الحالات الجديدة التي دخلت المستشفيات جراء إصابتها بالفيروس، منذ عدّلت بكين سياستها في التعامل مع الفيروس، ما دفع بعض خبراء الصحة إلى التساؤل عما إذا كانت بكين تُخفي الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس.
فيما دعت المنظمة العلماء لتقديم بيانات تفصيلية عن التسلسل الفيروسي، ومشاركة البيانات المرتبطة بحالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات المرتبطة بالفيروس. وكانت المتحدثة قالت في وقت سابق، إن المنظمة تنتظر إجراء "مناقشة تفصيلية" حول انتشار متحورات الفيروس في الصين، وعلى مستوى العالم.