أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، إلغاء زيارة نظيره السويدي بال جونسون المقررة إلى أنقرة، في 27 يناير/كانون الثاني الجاري، مشيراً إلى أن خطوة أنقرة إلغاء الزيارة يأتي على خلفية تقاعس السلطات السويدية عن اتخاذ إجراءات ضد استفزازات أنصار تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي"، وسماحها بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
وانتقد أكار في تصريح للصحفيين عقب "اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعي الأوكراني" الذي عقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، تقاعس السويد عن اتخاذ إجراءات ضد استفزازات أنصار "بي كي كي/ واي بي جي"، وإحراق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم.
وأكد أنه "في هذه المرحلة فقدت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى تركيا، في 27 يناير/كانون الثاني، أهميتها ومعناها، لذلك ألغيناها" كما شدد على ضرورة تنفيذ بنود المذكرة الثلاثية الموقعة بمدريد، في يونيو/حزيران الماضي، بين تركيا والسويد وفنلندا، مبيناً أن "طلبنا الوحيد هو الوفاء بالالتزامات الواردة في المذكرة، ونتوقع من السويد وفنلندا القيام بدورهما وواجباتهما".
وذكّر باستفزازات أنصار تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" في السويد ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وتركيا، والأخبار التي تفيد بأن الشرطة السويدية سمحت بالتظاهر أمام سفارة أنقرة في ستوكهولم، لإحراق نسخة من القرآن الكريم. وأضاف: "من غير المقبول أن تظل السويد متقاعسة، ولا تفعل شيئاً ضد هؤلاء، كان لا بد من اتخاذ التدابير اللازمة".
أزمة جديدة
ويأتي هذا على خلفية أزمة بين البلدين، حيث كشف مصدر بوزارة الخارجية التركية أن الوزارة استدعت السفير السويدي، بسبب تصريح سلطات بلاده باحتجاج بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم، من المقرر تنظيمه السبت.
وأفاد المصدر أن وزارة الخارجية أدانت بشدةٍ الاحتجاج "الاستفزازي"، الذي قالت إنه يشمل حرق المصحف، ونقلت للمبعوث توقع أنقرة أن يتم التراجع عن الإذن بالاحتجاج.
كما أشار المصدر إلى أن وزارة الخارجية أبلغت السفير السويدي أن منح الإذن باحتجاج منفصل من المقرر أن تنظمه مجموعة متعاطفة مع حزب العمال الكردستاني المحظور، السبت، يعد انتهاكاً للاتفاقيات بين البلدين.
يأتي هذا في وقت حساس للعلاقات، تسعى خلاله السويد ومعها فنلندا للحصول على موافقة تركيا على مساعيهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في حين تقدمت الدولتان الاسكندنافيتان بطلبين للانضمام إلى الحلف، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن يجب أن توافق الدول الأعضاء الثلاثون في الحلف على طلب الدولتين. ولم تصدّق تركيا والمجر بعد على الطلبات.
جدير بالذكر أن تركيا استدعت منذ أيام، ستيفان هيرستروم، سفير السويد لدى تركيا، بسبب تعليق دمية للرئيس رجب طيب أردوغان في ستوكهولم أثناء احتجاج. ونددت السويد بالحادث، لكن تركيا قالت إنه يتعين على السويد تبني موقف واضح من الإرهاب.
السماح بحرق المصحف
يأتي ذلك في الوقت الذي سمحت فيه السلطات السويدية لزعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم. وذكرت إدارة شرطة ستوكهولم، الجمعة، لـ"الأناضول"، أن بالودان حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في ستوكهولم غداً السبت.
كما ذكر التلفزيون السويدي الحكومي "SVT"، أن الصحفي السويدي تشانغ فريك عرض على بالودان حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت، وضمن له تغطية جميع النفقات.
في تصريح للتلفزيون الحكومي، ادعى فريك أنه دفع ثمن تصريح التظاهرة الذي تم الحصول عليه من الشرطة، وأنه سيمارس حقه في تغطيتها بوصفه صحفياً.
في سياق متصل، يقوم السياسي اليميني المتطرف بالودان بأعمال استفزازية عبر حرق نسخ من القرآن الكريم، في مختلف مدن الدنمارك منذ عام 2017.