تعهدت تسع دول، من بينها بريطانيا وبولندا وهولندا، الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2023، بمواصلة تقديم "حزمة غير مسبوقة من التبرعات" وضمن ذلك دبابات، لمساعدة أوكرانيا في صراعها مع روسيا، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
حيث قالت الدول التسع في بيان مشترك: "نلتزم بالسعي الجماعي لتقديم حزمة غير مسبوقة من التبرعات، وضمن ذلك دبابات ومدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي وذخيرة ومركبات مشاة قتالية، لصالح (وزارة) الدفاع الأوكرانية".
نُشر البيان على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية وأدلى به وزراء دفاع بريطانيا وإستونيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وممثلون عن الدنمارك وجمهورية التشيك وهولندا وسلوفاكيا، عقب اجتماع في إستونيا.
مدافع فرنسية إلى أوكرانيا
حيث قالت الدنمارك إنها ستتبرع لأوكرانيا بنحو 19 منظومة مدفعية هاوتزر من طراز (قيصر) فرنسية الصنع تلبيةً لرغبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الرغم من أن ذلك سيؤثر على العتاد العسكري في الدولة الواقعة شمال أوروبا.
كما قال وزير الدفاع الدنماركي جاكوب إيلمان-ينسن، في بيان: "لقد كنا على اتصال مستمر مع الأوكرانيين بشأن منظومة قيصر المدفعية على وجه الخصوص. وأنا سعيد لأننا تلقينا الآن دعماً واسعاً من البرلمان الدنماركي للتبرع بها لدعم النضال الأوكراني من أجل الحرية".
كُلفت الدنمارك بإنشاء لواء مشاة ثقيل، يُعرف باسم اللواء الأول، بحلول عام 2032، في إطار التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي. ولكن المشروع شابته تأخيرات أثارت انتقادات الحلف.
قال إيلمان-ينسن: "يجب علينا إيجاد توازن بين مساعدة أوكرانيا والاستمرار في تعزيز الدفاع الدنماركي حتى نتمكن من حماية أمن الدنمارك والوفاء بالتزاماتنا في حلف شمال الأطلسي". ولم تتلق الدنمارك بعدُ جميع أنظمتها المدفعية من طراز قيصر التي تطورها شركة ناكستر الفرنسية.
كما قال وزير الدفاع الليتواني إن عدة دول ستعلن عن إرسال دبابات من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا غداً الجمعة، في اجتماع بقاعدة رامشتاين الجوية الألمانية.
أرفيداس أنوسوسكاس أوضح لـ"رويترز"، بشأن التعهدات التي ستُقدم في رامشتاين بعد اجتماع تحضيري ضم 11 دولة بإستونيا، أن "بعض الدول سترسل بالتأكيد دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، وهذا أمر مؤكد".
أضاف أن العدد الإجمالي للمركبات المدرعة التي يتم التعهد بها في رامشتاين، سيصل إلى المئات.
زيلينسكي يطلب مزيداً من السلاح
فيما شدد الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، على وجوب مواصلة الاتحاد الأوروبي إمداد بلاده بالسلاح. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في العاصمة كييف.
أكد زيلينسكي أهمية تزويد أوكرانيا بالسلاح، معتبراً ذلك ضمانة لأمن الاتحاد الأوروبي. ولفت إلى أن بلاده تعول على الأسلحة الوافدة من الخارج، مبيناً في الوقت ذاته أن أوكرانيا تواصل إنتاج أسلحتها أيضاً.
كما دعا الرئيس الأوكراني دول الاتحاد الأوروبي إلى تشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي.
من جانبه، قال ميشيل إن الاتحاد الأوروبي يدعم بقوةٍ وحدة الأراضي الأوكرانية، مؤكداً أن هذا الدعم سيتواصل. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قدّم لأوكرانيا أسلحة ثقيلة؛ لمساعدتها في الحرب ضد روسيا.
كما أضاف أن الاتحاد الأوروبي يواصل العمل على تشديد العقوبات ضد قطاع الطاقة الروسي.
هجوم روسي جديد في الربيع
من جهة أخرى، رجّح حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس، أن تشن روسيا هجوماً عسكرياً جديداً على أوكرانيا في الربيع القادم، داعياً كييف إلى أن تكون مستعدة لذلك.
جاء ذلك على لسان رئيس اللجنة العسكرية لـ"الناتو" الأدميرال روب باور، خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماع لرؤساء أركان الدول الأعضاء في بروكسل.
وقال باور إن الأهداف الاستراتيجية لروسيا لم تتغير، ولهذا السبب يتوقع الحلف هجوماً جديداً على أوكرانيا.
أشار إلى أن الحلف غير متيقن تماماً لكنه يرجح، استناداً إلى الافتراضات، أن تشن روسيا هجوماً آخر في الربيع إذا لم تغير أهدافها الاستراتيجية. وذكر أن الجانب الأوكراني لديه فكرة مشابهة بالفعل، وعليه الاستعداد لذلك.