أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2023، برنامج رعاية خاصاً جديداً سيمكن المواطنين في أمريكا من رعاية اللاجئين الذين يَصلون من خلال برنامج قبول اللاجئين الأمريكي، وفق ما ذكرته تقارير محلية.
البرنامج الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أُطلق عليه اسم "Welcome Corps" أو "هيئة الترحيب"، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
حيث قال بلينكن إن هذا البرنامج سيدعم إعادة توطين اللاجئين بشكل مباشر ويُحدث فرقاً من خلال الترحيب بهؤلاء الجيران الجدد في مجتمعاتهم.
مساهمة الأمريكيين في استقبال اللاجئين
يدعو البرنامج الجديد الأمريكيين ليكونوا شركاء ومرشدين للاجئين أثناء قيامهم ببناء حياة جديدة في أمريكا ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة. وأضاف بلينكن، في بيان، أن البرنامج "يعد أجرأ ابتكار في مجال إعادة توطين اللاجئين منذ أربعة عقود".
كما تابع أنه "مصمم لتقوية وتوسيع قدرة برنامج قبول اللاجئين الأمريكي من خلال تسخير طاقة ومواهب الأمريكيين من جميع نواحي الحياة الراغبين في العمل كرعاة خاصين، ومن بينهم أعضاء الجماعات الدينية والمدنية والمحاربون القدامى ومجتمعات الشتات والشركات والكليات والجامعات وغيرهم".
بينما أشار الوزير الأمريكي إلى أنه "في السنة الأولى من البرنامج هدفنا حشد ما لا يقل عن 10 آلاف أمريكي للمضي قدما كراعٍ خاص، وتقديم يد الترحيب لما لا يقل عن خمسة آلاف لاجئ من جميع أنحاء العالم".
فيما بيّن أن "هيئة الترحيب ستبنى انطلاقاً من الاستجابة غير العادية للشعب الأمريكي خلال العام الماضي، في الترحيب بحلفائنا الأفغان والأوكرانيين الذين شردتهم الحرب والفنزويليون وغيرهم ممن فروا من العنف والقمع".
استمرار استقبال أمريكا للنازحين
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنه "في مواجهة النزوح العالمي غير المسبوق ستواصل الولايات المتحدة قيادة المجتمع الدولي في الاستجابة الإنسانية وضمن ذلك إعادة توطين اللاجئين".
فيما تابع بلينكن بيانه بالقول إنه "من خلال إطلاق هيئة الترحيب فإننا نبني على تقليد فخور بتوفير الملجأ وإظهار روح وكرم الشعب الأمريكي بينما نلتزم بالترحيب باللاجئين المحتاجين إلى دعمنا".
بدورها وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الخطوة بأنها تمثل "جهداً كبيراً" لفتح الباب أمام مزيد من عمليات إعادة توطين اللاجئين في أمريكا، وأنها تمثل "أبرز تغيير" يشهده نظام قبول اللاجئين منذ إطلاقه قبل أكثر من أربعة عقود.
منذ عام 1980، تم تكليف تسع منظمات غير ربحية ممولة فيدرالياً، بإدارة جميع عمليات إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، بما في ذلك العثور على سكن وعمل للعائلات القادمة، إضافة إلى تسجيلهم في فصول اللغة الإنجليزية ومساعدتهم على تأمين المواعيد الطبية وغيرها.
لكن بموجب البرنامج الجديد، سيتولى المواطنون العاديون الآن أيضاً المسؤولية اللوجستية والمالية لمساعدة آلاف اللاجئين على بدء حياتهم في الولايات المتحدة.
حيث قالت الصحيفة إن هذه العملية تشبه تماماً نموذجاً "ناجحاً" متبعاً منذ سنوات عديدة في نحو 15 دولة، بما في ذلك كندا.
الصحيفة لفتت إلى أن السماح للمواطنين الأمريكيين بالمساعدة في توطين اللاجئين يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق مضطربة أخرى من أجل إعادة التوطين في الولايات المتحدة.
شرط "الكفالة"
تشترط سياسة الرعاية الخاصة الجديدة في أمريكا، وجود خمسة كفلاء على الأقل يحملون الجنسية الأمريكية، من أجل كفالة أي عائلة لاجئة، على أن يجمعوا مبلغاً لا يقل عن 2275 دولاراً لكل لاجئ.
الهدف الأوّلي من البرنامج، كما تحدث بلينكن، هو جمع 10 آلاف دولار أمريكي لكفالة خمسة آلاف لاجئ على الأقل.
كما تبين الصحيفة أن أمريكا تخطط لتوسيع نطاق البرنامج وجعله سمة دائمة لنظام اللاجئين، مشيرة إلى أنه من المتوقع وصول الوجبة الأولى من اللاجئين الذين سيساعدهم كفيل خاص في أبريل/نيسان المقبل.
سيكون على الأمريكيين الراغبين في كفالة اللاجئين التقديم عبر الإنترنت على موقع "welcomeecorps.org" من أجل التحقق من خلفياتهم وقدرتهم المالية.
لن يحصل الكفلاء على أموال حكومية، لكن الأموال الخيرية قد تصبح متاحة في المستقبل للمواطنين العاديين الذين يرغبون في المشاركة وليس لديهم المال للقيام بذلك.
بمجرد توافقهم مع الشروط، سيكون الكفلاء الأمريكيون مسؤولين عن تقديم المساعدة الأساسية للاجئين خلال الأيام التسعين الأولى من حياتهم في الولايات المتحدة.
تشمل هذه المساعدة، العثور على سكن وعمل وتسجيل الأطفال في المدارس وربط اللاجئين بالخدمات الأساسية في المجتمع.
يشار إلى أن أمريكا جلبت أكثر من 3.2 مليون لاجئ منذ إقرار قانون اللاجئين لعام 1980، وأغلبهم أصبحوا مواطنين في الوقت الحالي، حيث يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات من وصولهم.