ألمانيا تضع شرطاً لإرسال دبابات ليوبارد الحديثة لأوكرانيا.. طلبت من واشنطن فعل المثل وإرسال “أبرامز”

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/19 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/19 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش
دبابات ليوبارد 2 الألمانية خلال تدريبات لحلف الناتو / رويترز

قال مصدر حكومي في برلين، لوكالة رويترز، الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2023، إن ألمانيا سترسل دبابات محلية الصنع إلى أوكرانيا، إذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بالمثل وإرسال دبابات قتالية.

وطالبت أوكرانيا مراراً ألمانيا بتسليمها دبابات من طراز ليوبارد، والتي يرى خبراء في مجال الدفاع أنها الأنسب لكييف، لكن برلين لا تزال تتحفظ على إرسال هذا النوع من الدبابات.

في السياق، قال مصدر بالحكومة الألمانية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المستشار الألماني أولاف شولتز شدّد عدة مرات، في الأيام الأخيرة، خلف الأبواب المغلقة، على شرط إرسال الدبابات الأمريكية إلى أوكرانيا، بحسب رويترز. 

"ليوبارد مقابل أبرامز"!

في الوقت ذاته، نقلت صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية، عن مصادر مطلعة، أن شولتز أعرب لنظيره الأمريكي بايدن، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني، أنه مستعد لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد، شريطة أن تزوّد واشنطن كييف بدبابات "أبرامز".

في حين قال كبير مستشاري السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، كولين كال، والذي عاد للتو من زيارة إلى أوكرانيا، الخميس، إن البنتاغون ما زال غير مستعد لتلبية طلب كييف دبابات إم 1 أبرامز. 

وأضاف: "لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحة بعد، دبابة أبرامز هي قطعة معقدة للغاية من العتاد، إنها باهظة الثمن، من الصعب التدرب على استخدامها، وبها محرك نفاث". 

دبابات
دبابات "أبرامز" أمريكية الصنع / رويترز

فيما قال مسؤولون أمريكيون إن من المتوقع أن توافق إدارة بايدن في الخطوة التالية على تزويد أوكرانيا بعربات سترايكر المدرعة، والتي تُصنع في كندا للجيش الأمريكي، لكنها ليست مستعدة لإرسال دبابات. 

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي جو بايدن، كارين جان بيير، عند سؤالها عن موقف ألمانيا: "يعتقد الرئيس أن على كل دولة أن تتخذ قراراتها السيادية الخاصة بشأن خطوات المساعدة الأمنية، وأنواع المعدات التي يمكنها توفيرها لأوكرانيا". 

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستقدم 125 مليون دولار لأوكرانيا، لدعم منظومة الطاقة وشبكات الكهرباء لديها، في أعقاب الهجمات الروسية على تلك المرافق. 

ضغوط على ألمانيا 

ويأتي ذلك بينما تزداد ضغوط كييف على حلفائها الغربيين، من أجل تزويدها بالأسلحة الحديثة، خاصة دبابات المعارك الثقيلة، حتى تتمكن من استعادة الزخم بعد تحقيق بعض النجاحات في ساحة المعركة في النصف الثاني من عام 2022 في مواجهة القوات الروسية. 

ولا يزال شركاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" غير متفقين على أفضل السبل لتسليح كييف، ومن المقرر أن يجتمعوا الجمعة 20 يناير/كانون الثاني، لمناقشة إرسال مزيد من الأسلحة، في حين يسعى الأعضاء إلى تجنُّب خطر الظهور في مواجهة مباشرة مع روسيا، وامتنعوا عن إرسال أقوى أسلحتهم إلى كييف. 

المستشار الألماني أولاف شولتس - Getty Iamges
المستشار الألماني أولاف شولتس – Getty Iamges

يشار إلى أن اجتماع الجمعة سيُعقد بين كبار مسؤولي الدفاع من عشرات الدول في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا، لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف، وسيكون الاهتمام منصبّاً على ألمانيا، التي قالت إنه يجب تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية فقط، إذا كان هناك اتفاق بين حلفاء كييف الرئيسيين.

وكثَّفت بريطانيا الضغط على برلين هذا الشهر، عندما أصبحت أول دولة غربية ترسل دبابات إلى أوكرانيا، متعهدةً بمجموعة من دباباتها (تشالنجر). 

أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم

في حين قالت بولندا وفنلندا إنهما سترسلان دبابات ليوبارد إذا وافقت برلين، بينما حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة عبر رابط فيديو، موجهةً للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء، الحلفاءَ الغربيين على إمداد بلاده بالعتاد، قبل أن تشن روسيا هجماتها الصاروخية والبرية التالية. 

وقال: "يجب أن يكون إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي أسرع من الهجمات الصاروخية الروسية المقبلة… يجب أن تسبق إمدادات الدبابات الغربية أي غزو جديد للدبابات الروسية". 

وتعتبر دبابات ليوبارد 2 الألمانية من أفضل الدبابات الغربية، وتزن أكثر من 60 طناً (60 ألف كيلوغرام)، ولها مدفع يمكنه إصابة الأهداف على مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات. 

وتقول أوكرانيا، التي تعتمد بشكل أساسي على دبابات تعود إلى الحقبة السوفييتية، إن الدبابات الجديدة ستمنح قواتها قوة نارية متحركة تُمكّنها من طرد القوات الروسية في معارك حاسمة. 

تحميل المزيد