قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023، إن المملكة مستعدة للنظر في مسألة التجارة بعملات غير الدولار الأمريكي، في مؤشر هو الأوضح حتى الآن على أن السعودية منفتحة على تنويع التعاملات التجارية بغير العملة الأمريكية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الجدعان لقناة Bloomberg TV، في لقاء على هامش منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023.
الجدعان قال إنه ليس لدى المملكة مشكلة في مناقشة مختلف السبل لإجراء الترتيبات التجارية، سواء أكان ذلك بالدولار الأمريكي أم باليورو أم بالريال السعودي.
أشار الموقع الأمريكي إلى أنه من المرجَّح أن تستدعي تصريحات الجدعان أحاديث عن أن الرياض تنوي إجراء بعض مبيعات النفط باستخدام اليوان الصيني.
كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أخبر الزعماء العرب خلال زيارته إلى الخليج، في ديسمبر/كانون الأول 2022، بأن بكين تنوي الضغط لشراء النفط والغاز باليوان، لأنها تسعى إلى تقديم عملتها للاستخدام في التجارة الدولية.
ربطت السعودية مثل غيرها من دول الخليج عملتها بالدولار منذ عقود، ويجري تسعير مبيعات النفط في جميع أنحاء العالم بالدولار الأمريكي، لكن الصين تتلقى أكثر من ربع صادرات السعودية من النفط الخام، ومن ثم إذا مضت المملكة قدماً نحو استخدام "البترويوان"، أي بيع البترول إلى الصين باليوان، فإن ذلك قد يؤدي إلى الانتقاص من المكانة التي لطالما حافظ عليها الدولار، بوصفه عملة الاحتياط النقدي في العالم.
في هذا الصدد، قال الجدعان: "نحن نتمتع بعلاقة استراتيجية للغاية مع الصين، ونتمتع بالعلاقة الاستراتيجية نفسها مع دول أخرى، منها الولايات المتحدة، ونريد تعزيز هذه العلاقات مع أوروبا وغيرها من الدول التي لديها الاستعداد والقدرة على العمل معنا".
يُذكر أن العلاقات توترت بين أمريكا والسعودية، بعد وصول الرئيس بايدن إلى السلطة، وبعد أسابيع من توليه الرئاسة، أصدرت واشنطن تقريراً يربط بين مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في 2018، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
نفى الأمير، نجل الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً، أن يكون قد أصدر أمر القتل، وكانت رحلة بايدن إلى جدة في السعودية، في يوليو/تموز 2022، لحضور قمة خليجية، تهدف لإصلاح العلاقات، لكنه وجه أيضاً انتقادات لولي العهد بشأن مقتل خاشقجي.
دعم حلفاء السعودية
من ناحية ثانية، قال الجدعان إن المملكة ستواصل العمل لدعم دول مختلفة، مثل تركيا وباكستان ومصر.
قدَّمت السعودية، ومعها الإمارات وقطر، مليارات الدولارات إلى مصر، لمساعدتها في التعامل مع أزمة نقص العملة الأجنبية والتضخم المتصاعد، وقد وصف صندوق النقد الدولي دعم الخليج بأنه "ركن مهم" من خطة الإنقاذ التي قدَّمها إلى مصر، وتتضمن قرضاً قيمته 3 مليارات دولار.
في هذا السياق، قال الجدعان إن السعودية "تقدم الكثير من الدعم لمصر، وستواصل تقديمه، لكنها لن تقتصر على المنح والودائع، وإنما ستدعم بالاستثمارات أيضاً".
يقول موقع Middle East Eye، إنه في الوقت الذي يخيم فيه شبح الركود على كثير من دول العالم، فإن دول الخليج تنعم بمكاسب غير متوقعة من ارتفاع أسعار الطاقة، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأعلنت المملكة يوم الأربعاء، 18 يناير/كانون الثاني 2023، عن أول فائض سنوي في الميزانية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.