عُقد أول لقاء مباشر من نوعه بين رئيسي أركان الجيشين الأمريكي والأوكراني، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023، في موقع قريب من الحدود البولندية مع أوكرانيا، دون الكشف عن موقع اللقاء بالتحديد، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
الوكالة قالت إن رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، سافر إلى موقع قريب من الحدود البولندية الأوكرانية، وتحدث إلى نظيره الأوكراني، بشكل مباشر للمرة الأولى.
أضافت أن الاجتماع "يؤكد تنامي العلاقات بين جيشي البلدين، كما يأتي في وقت حرج مع اقتراب الحرب الروسية على أوكرانيا من نهاية عامها الأول"، مشيرة إلى أن اللقاء استمر لعدة ساعات، في مكان لم يُكشف عنه جنوب شرقي بولندا.
فيما أوضحت أن القائدين تحدثا مراراً عن احتياجات الجيش الأوكراني ووضع الحرب في أوكرانيا، لكن لم يسبق أن التقيا بشكل مباشر.
أسلحة نوعية
يأتي ذلك وسط مواصلة واشنطن تكثيف دعمها العسكري واللوجستي لكييف في صراعها مع روسيا منذ أن غزت الأخيرة الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، مما استنفر دعم دول غربية مثل بريطانيا وفرنسا كذلك.
في الوقت ذاته، كان مسؤولان أمريكيان كشفا الأسبوع الماضي، خلال حديث مع شبكة سي إن إن الأمريكية، عن تغير "جوهري" في نوعية الأسلحة المقدمة من قبل واشنطن وحلفائها إلى أوكرانيا، مؤكدين أن الأسلحة تأتي تلبية لطلبات كييف وتمنحها قدرة عسكرية أكبر.
ونقلت الشبكة عن أحد المسؤولين (لم تسمّهما) أن دفعة المساعدات الأخيرة شملت أسلحة هجومية أكثر مثل عربات قتالية من طراز برادلي، وأنظمة صواريخ متقدمة طويلة المدى، ما يعكس طبيعة ساحة المعركة في شرقي أوكرانيا والاعتقاد بأن كييف ترى نافذة لاستعادة الأراضي قبل أن تعيد روسيا جمع قواتها.
وأوضح المسؤول أن أنظمة الأسلحة الجديدة تعطي لأوكرانيا "قدرة أكبر بكثير"، فيما صرح مسؤول آخر أن أوكرانيا التزمت بالقيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي قدمها الغرب حتى الآن، مما خفف من التحفظات بشأن إرسال أنظمة أكثر قدرة.
الناتو يطالب بدعم طويل
في سياق متصل، يطالب الناتو بدعم طويل لأوكرانيا؛ رداً على "استعداد" موسكو لمواصلة الحرب، حيث دعا الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، الحلفاء الغربيين للاستعداد لتقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا تستعد لمواصلة الحرب.
ستولتنبرغ قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الدعم العسكري سيضمن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة من ناحية، ويجبر روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من ناحية".
"معركة وجودية"
في المقابل، ينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحرب في أوكرانيا على أنها "معركة وجودية" مع الغرب الذي يصفه بأنه غاشم متغطرس، إذ قال الرئيس الروسي مراراً إن بلاده ستستخدم جميع السبل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي معتدٍ، متعهداً بتحقيق النصر في أوكرانيا رغم سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة.
وتحول الصراع إلى حرب استنزاف طاحنة تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الطرفين، بالإضافة إلى مدنيين في أوكرانيا، ولا يوجد بصيص أمل في نهاية للحرب، إذ يعيد الطرفان التسلح بأسرع ما بوسعهما.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.