تمكَّن قائد سابق في وحدة تابعة لمرتزقة مجموعة فاغنر الروسية من الزحف عبر أبراج المراقبة الحدودية المشددة، وتجاوز نيران المطاردة وكلاب التعقب، للفرار من روسيا إلى النرويج، حسبما أفادت صحيفة The Telegraph البريطانية.
بحسب الصحيفة، فإن أندريه مِدفيديف زعم أنه تسلق في الساعة الثانية من صباح الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، سياجين من الأسلاك الشائكة عند الحدود الروسية النرويجية التي يبلغ طولها 198 كيلومتراً في القطب الشمالي، ثم عبَر نهر باسفيك المتجمِّد ركضاً.
مغامرة هروب خطيرة
أضاف مِدفيديف: "سمعت نباح الكلاب من خلفي، وكشفتني أضواء أبراج المراقبة وأُطلق الرصاص نحوي، لكنني ركضت نحو الغابة بلا توقف".
تقع المنطقة المتجمدة التي عبَرها مِدفيديف، على الحدود بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتوصف بأنها من أكثر المناطق خضوعاً للحراسة الحدودية المشددة في العالم، إذ تنتشر فيها أبراج المراقبة والكشافات الثابتة، ويحرسها جنود مزوَّدون بكلاب مدربة في دوريات منتظمة.
وقال مِدفيديف إن حرس الحدود الروس تعقَّبوا آثار أقدامه، ثم أطلقوا كلباً لمطاردته، "فركضتُ نحو أضواء أول منزل استطعت رؤيته، ربما على بعد كيلومترين أو كيلومترين ونصف. وظللت أركض وأركض وأركض، لأنني كنت أخشى أن ألتفت فتلحق الكلاب بي، لكنني أدركت بعد ذلك أنهم فقدوا أثري".
لما وصل مِدفيديف إلى منطقة آهلة بالناس، قرع أول باب لقيه وطلب المساعدة. ويقول الآن عن ذلك: "أنا ممتنٌّ لوجودي هنا، وشاكرٌ لجميع من ساعدوني".
رفضوا مغادرته فهرب
يشار إلى أن مجموعة فاغنر تجنِّد المقاتلين بكثافة من السجون الروسية، ولمِدفيديف سوابق سرقة، لكنه وقَّع على عقد الانضمام للمجموعة وهو خارج السجن في يوليو/تموز الماضي، ومع أن العقد كانت مدته 4 أشهر فقط، فإنهم رفضوا مغادرته بعد انتهاء المدة.
وتمكن مِدفيديف من الهرب بمساعدة مقاتلين في وحدته، واختبأ في روسيا، ثم أصدر مقطع فيديو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يفضح فيه وحشية مرتزقة فاغنر. لكن مِدفيديف كان يعلم أنه لو بقي في روسيا، فإنه هالك لا محالة. فمجموعة فاغنر لديها وحدة خاصة تسمى "ميود"، أي (عسل)، تتمثل مهمتها في تعقُّب الهاربين ومحاسبتهم.
وفي لقاء أجراه مع مجموعة Gulagu.net الحقوقية بمركز احتجاز للمهاجرين في أوسلو، قال مدفيديف "كنت في خطر كبير، لو أسروني لقتلوني، أو فعلوا بي ما هو أسوأ من ذلك".
وبحكم انتمائه السابق إلى فاغنر، فإن مدفيديف لديه معرفة مباشرة بأساليب مطاردتهم للهاربين، لا سيما أنه كان قائداً لإحدى وحدات فاغنر التي قاتلت بالقرب من مدينة باخموت في منطقة دونباس.
يروي مدفيديف أن يفغيني نوزين، الذي تداولت وسائل إعلام غربية نبأ مقتله بعد انشقاقه عن مجموعة فاغنر، كان مقاتلاً تحت إمرته. وكان نوزين قد هرب في الأراضي الأوكرانية، ثم تسلمته فاغنر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال عملية تبادل للأسرى، وانتشر بعد ذلك مقطع فيديو لمقتله بعد تحطيم رأسه بمطرقة ثقيلة.
وقبل الحرب على أوكرانيا، شاركت مجموعة فاغنر في عمليات قتالية بسوريا وإفريقيا، ثم زادت سمعتها سوءاً هذا العام بعد أن جنَّدت آلاف المُدانين من السجون وأرسلتهم إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب الجيش الروسي. لكن المجموعة تكبدت خسائر كبيرة، وقال مدونون عسكريون إنها ستضطر إلى تجنيد مزيد من المدانين؛ لسد النقص في قواتها، بحسب التلغراف.