جنوب إفريقيا “تتحدى” العقوبات على موسكو.. استضافتها مناورات حربية روسية تثير قلق الغرب

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/16 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/16 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
بوتين على متن سفينة تابعة للبحرية الروسية (أرشيف)/ رويترز

تواجه جنوب إفريقيا انتقادات غربية بسبب موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، عندما رفضت إدانة الهجوم الذي تشنه موسكو على كييف، وإصرارها علانية على عدم الانحياز لأي جانب في الصراع، لتزيد من قلق الغرب باستضافتها مناورات حربية للبحرية الروسية.

صحيفة The Times البريطانية قالت الإثنين 16 يناير/كانون الثاني 2023، إنه منذ أن كُشف عن إقامة مناورات حربية للبحرية الروسية قبالة سواحل جنوب إفريقيا، توجهت أنظار المراقبين بكثيرٍ من التدقيق والمحاسبة إلى بريتوريا.

من المقرر أن تصل سفينتان حربيتان روسيتان إلى مدينة دِربان الساحلية في جنوب إفريقيا الشهر المقبل لإجراء مناورات مدتها 9 أيام، وتشارك فيها سفن من القوات البحرية الصينية ومئات من الأفراد العسكريين ضمن تدريبات للمدفعية  ووحدات حماية القوات والدفاع الجوي.

فيما صرح مسؤولون في حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي"، الذي يتزعمه رئيس البلاد سيريل رامافوزا، بأن رفض الحزب للعقوبات الغربية على روسيا، وامتناعه عن التصويت بإدانة موسكو في الأمم المتحدة لغزوها أوكرانيا، كانا بسبب رغبته في إبقاء بريتوريا على الحياد من هذا الصراع.

من جهة أخرى، قال كوبوس ماريه، المتحدث في الشؤون العسكرية بحزب "التحالف الديمقراطي" المعارض، إن السماح لموسكو التي تواجه عزلة دولية [معظمها غربية] كبيرة بإجراء هذه المناورات إنما هي بادرة ترحيب بعرضٍ روسي للقوة لا قِبلَ لميزانية جنوب إفريقيا ولا لسمعتها بتحمُّل تكلفتها.

تقارب جنوب إفريقيا مع روسيا

في معرض الحديث عن رسو سفينة شحن روسية خاضعة للعقوبات في أكبر القواعد البحرية لجنوب إفريقيا بالقرب من كيب تاون، تساءل ماريه مستنكراً: "الأمر ليس إلا فرصة تغتنمها روسيا لإظهار قوة نفوذها، لكنه لا يعود بالفائدة على أسطولنا البحري الذي لا يكاد يملك الموارد اللازمة لإتمام المهمات الأساسية لدورياته، فكيف يمكن للحكومة الادعاء أنها محايدة وهي ترحب بهذه السفينة وغيرها من موسكو في وقت الحرب؟".

حسب الصحيفة البريطانية، لا يقتصر الأمر على ذلك، فقد زارت وزيرة الدفاع ثاندي موديسي موسكو في أغسطس/آب لحضور مؤتمر استضافه نظيرها الروسي سيرغي شويغو. 

كما دعت جنوب إفريقيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور اجتماع لمنتدى "بريكس" الذي يضم مجموعة من أكبر الأسواق الناشئة في العالم (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).

في وقت مبكر من الحرب الروسية – الأوكرانية، حثَّت ليوبوف أبرافيتوفا، سفيرة أوكرانيا في بريتوريا، حكومة جنوب إفريقيا على الانضمام إلى "الجانب الصحيح من التاريخ" في موقفها من الحرب، لكن دعوتها بالانحياز إلى أوكرانيا قابلها رد لاذع من ناليدي باندور، وزيرة الخارجية في جنوب إفريقيا، والتي قالت إن الدعوة الأوكرانية "من المؤكد أنها لم تخدم العلاقات" بالهيئة التي صدرت بها.

مع ذلك، فإن أبرافيتوفا أبدى ثقته بأن أوكرانيا قادرة على حشد بعض التأييد لموقفها في إفريقيا، بعد أن أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيادة الإمدادات التجارية وفتح 10 سفارات جديدة في القارة. 

بينما تسعى أوكرانيا إلى إرسال عشرات من سفن الحبوب إلى المناطق المنكوبة بالجوع في إفريقيا لمواجهة الرواية الروسية بأن العقوبات على موسكو تسببت في نقص الإمدادات الغذائية العالمية.

تحميل المزيد