وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023، على إعلان حالة الطوارئ في ولاية كاليفورنيا، التي تجتاحها العواصف منذ 26 ديسمبر/كانون الأول، والتي ضربتها منذ صباح السبت عاصفة جديدة، وسط توقّعات بأن تتسبب بـ"فيضانات كارثية".
البيت الأبيض قال في بيان إن بايدن أمر بتقديم مساعدات لاستكمال جهود التعافي على جميع المستويات، في المناطق المتضررة من العواصف الشتوية الشديدة، والفيضانات والانهيارات الأرضية والانهيارات الطينية.
أضاف البيان أن إعلان الرئيس يجعل التمويل الاتحادي متاحاً للأفراد المتضررين، في مقاطعات ميرسيد وساكرامنتو وسانتا كروز، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
يأتي هذا فيما أدت العواصف إلى مقتل 19 شخصاً على الأقل، وتسببت في حدوث فيضانات وانقطاع في الكهرباء وانهيارات طينية وعمليات إجلاء وإغلاق للطرق.
من جانبها، حذرت الأرصاد الجوية الأمريكية من أن منخفضاً جوياً جديداً "يقترب صباح السبت من الساحل وسيضرب اليابسة خلال النهار" وسيتسبب بفيضانات وانزلاقات أرضية.
نبّهت الأرصاد الجوية أيضاً إلى أن شبه جزيرة مونتيري قد تجد نفسها معزولة، جراء ارتفاع منسوب المياه، فيما قد تغمر المياه مدينة ساليناس، البالغ عدد سكانها 160 ألفاً، بأكملها.
وصدرت أوامر إخلاء للعديد من المناطق المهددة، وحذّرت سلطات مقاطعة مونتيري في بداية الأسبوع من أنّ "على سكّان شبه الجزيرة ومنطقة ساليناس أن يتوقّعوا أنّه سيتمّ عزلهم ليومين أو ثلاثة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، قالت المسؤولة الأمنية المحلية، تينا نييتو، إنّ "شبه جزيرة مونتيري يمكن أن تصبح جزيرة" بسبب الفيضانات، مطالبة السكان بالاستعداد لتجنّب الوقوع في شرك الفيضانات. وقالت "هذا حدث بطيء الحركة"، ولن تتأثر جميع الأماكن في الوقت ذاته.
بالتزامن مع اقتراب الخطر من مونتيري، يتأهب السكان للأسوأ، إذ قام جون غورو وهو أحد السكّان المحليين، بتخزين ما يكفي من المؤن لأربعة أيام في منزله، ويومين في سيارته، في حال حوصر على الطريق، وقال لصحيفة "مونتيري هيرالد"، "لا أدري إلى أي مدى يمكن أن يصبح الوضع خطيراً".
ازدادت مخاوف السكان مع تحذير خدمة الطقس الوطنية من أنّ "الطقس غير المستقر الذي يشهده غرب البلاد حالياً… سيستمر للأسف في نهاية هذا الأسبوع، مع توقّع جولتين أخريين من هطول الأمطار الغزيرة".
في موازاة ذلك، تشهد الجبال سقوطاً كثيفاً للثلوج، ويُتوقع أن يصل مستواها إلى أكثر من متر خلال عطلة نهاية الأسبوع في سييرا نيفادا، الأمر الذي سيجعل السفر خطيراً أو مستحيلاً.
واعتادت كاليفورنيا على الظروف الجوية القاسية، كما أنّ العواصف شائعة فيها خلال فصل الشتاء، ومع ذلك فإنّ مثل هذه الموجة من الفيضانات والأمطار الغزيرة تعتبر خارجة عن المألوف.
في حين يصعب إيجاد رابط مباشر بين سلسلة العواصف هذه والتغيّر المناخي، يوضح علماء بانتظام أن الاحترار يزيد من وتيرة الظواهر المناخية القصوى وحدّتها.
مع ذلك، فإنّ الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع القليلة الماضية لن تكون كافية، وفق خبراء، لحل أزمة الجفاف الذي ضرب هذه الولاية الواقعة في غرب أمريكا بشدّة، على مدى عقدين من الزمن.