قضت محكمة مدعومة عسكرياً في ميانمار، بسجن 110 أشخاص من اللاجئين الروهينغا، بسبب محاولتهم الهروب من مخيمات اللاجئين بدون الحصول على الأوراق المطلوبة، إذ يعيش اللاجئون بالمخيمات وسط ظروف صعبة، وتضييق كبير من قبل السلطات التي تفرض قيوداً على تنقُّلهم.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، إن السلطات الميانمارية ألقت القبض في ديسمبر/كانون الأول 2022، على المجموعة التي تضم 12 طفلاً، على شواطئ منطقة أيياروادي، بينما كانوا ينتظرون قدوم قاربين بخاريين؛ أملاً في السفر إلى ماليزيا.
تراوحت عقوبات المجموعة بين السجن سنتين وخمس سنوات، استناداً إلى وضع كل فرد منهم، سواء كان قد غادر من قبلُ المخيمات في بنغلاديش أو ولاية راخين، فيما أُرسل الأطفال إلى "مدارس تدريبية".
تشير وسائل الإعلام المحلية إلى أنه منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، أُلقي القبض على نحو 1800 شخص من الروهينغا، بينما كانوا يحاولون الفرار من المخيمات.
من جانبه، قال دانيال سوليفان، مدير قسم آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة Refugees International، إن "الاتهامات ضدهم للسفر بدون وثائق، تنبع من رفض المجلس العسكري نفسه الاعتراف بأن الروهينغا مواطنون".
لا يُعترف بأقلية الروهينغا المسلمة قانونياً، بموجب قانون المواطنة في ميانمار لعام 1982، ويقيد هذا القانون من وصولهم إلى الخدمات الأساسية وحرية التنقل.
أضاف سوليفان أن أحدث أحكام السجن ضد الروهينغا من المجلس العسكري في ميانمار، "يذكّر العالم بأن مدبري الإبادة الجماعية ضد الروهينغا لا يزالون في السلطة بميانمار".
كان العام 2017 قد شهد فرار نحو 75 ألف شخص من الروهينغا إلى بنغلاديش؛ في محاولة للهرب بأرواحهم من الاضطهاد الدموي للجيش، الذي يخضع الآن لتحقيقات بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الروهينغا، عن طريق محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة.
يأتي هذا فيما لا يزال نحو 600 ألف فرد من الروهينغا في ولاية راخين بميانمار، حيث يحاصَر 142 ألف منهم داخل مخيمات مغلقة.
من جانبه، قال أونغ كياو مو، مستشار حقوق الإنسان لحكومة ميانمار في المنفى، المعروفة بحكومة الوحدة الوطنية، إنه منذ استيلاء قوات الجيش على السلطة في ميانمار عبر انقلاب عسكري وقع في 2021، اشتد سوء المعاملة التي يلقاها الروهينغا.
أضاف كياو مو أن سجن القاصرين يمثل انتهاكاً واضحاً للجنة حقوق الطفل، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل وقف الفظائع.
محمد، أحد لاجئي الروهينغا في مخيمات بنغلاديش، قال إن مستويات العنف والاعتداء والتحرش الجنسي داخل المخيمات، تجبر الأشخاص على الفرار، وأوضح أن الخطف والقتل وتهريب البشر والمخدرات يُبلغ عنها كأنها أوضاع مألوفة.
يُذكر أنه على مدى الأشهر الماضية، وصلت ثلاثة قوارب كانت تحمل أكثر من 150 من الروهينغا، إلى شواطئ إندونيسيا، لكنَّ مكان سفينة أخرى كانت تحمل أكثر من 180 شخصاً، لا يزال غير معروف.