بدأت السلطات اليونانية، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023، بمحاكمة امرأة تبلغ من العمر 34 عاماً، بتهمة قتل بناتها الثلاث على مدار 3 سنوات وبطرق مختلفة، في قضية أثارت غضباً واسعاً في اليونان، فيما باتت المتهمة تلقب بـ"ميديا العصر الحديث" نسبة لشخصية بالأساطير اليونانية قتلت أبناءها.
ومثلت المتهمة رولا بيسبيريغو، المحتجزة في سجن شديد الحراسة، أمام القضاء في العاصمة أثينا، بتهمتي "محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار" و"القتل العمد" لابنتها الكبرى، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.
"خنق وتسميم"
وتم القبض على بيسبيريغو في مارس/آذار 2022، وهي تصر على براءتها منذ ذلك الحين. وبعد اعتقالها، بدأت السلطات التحقيق في وفاة ابنتيها الأخريين، مالينا، التي كان عمرها ثلاث سنوات عندما توفيت في عام 2019، وإيريس، التي كان عمرها ستة أشهر عندما توفيت في عام 2021.
وكشفت فحوصات الطب الشرعي التي أُجريت على ابنتيها الأخريين بعد وفاة جورجينا أن الفتاتين ماتتا اختناقاً. وعلى الرغم من استمرار التحقيق في مقتل الطفلتين، فقد وجه الاتهام أيضاً إلى بيسبيريغو في أغسطس/آب الماضي في وفاتهما.
في حين تواجه اتهامات بتسميم ابنتها الكبرى جورجينا، البالغة من العمر تسع سنوات في يناير/كانون الثاني 2022، عن طريق إعطائها الكيتامين، وهو مخدر.
وفي وقت وفاتها في 29 يناير/كانون الثاني 2022، كانت جورجينا في المستشفى حيث بقيت عدة مرات منذ أن عانت لأول مرة من تشنجات في أبريل/نيسان 2021؛ مما أدى إلى إصابتها بشلل رباعي.
في السياق، قال مصدر بالمحكمة إنه من المتوقع أن يدعو محامي بيسبيريغو، أليكسيس كوجياس، إلى دمج جميع القضايا وبالتالي تأجيلها، الإثنين، وفق"بي سي سي".
"ميديا العصر الحديث"
يشار إلى أن وسائل إعلام يونانية أطلقت على المتهمة بيسبيريغو، وهي تعمل ممرضة، لقب "ميديا العصر الحديث، وهي شخصية في الأساطير اليونانية تقتل أبناءها بعد أن تركها والدهم من أجل امرأة أخرى"، فيما حظي قتل الأطفال الثلاثي المزعوم باهتمام كبير في الإعلام اليوناني.
وفي أبريل/نيسان الماضي، اضطرت الحكومة اليونانية إلى الدعوة إلى الهدوء إثر مطالبات بقتل بيسبيريغو، ودعت الجماهير إلى السماح للمحققين بمواصلة عملهم.
كانت بيسبيريغو، التي كانت محاطة بضباط شرطة مدججين بالسلاح، ترتدي سترة واقية من الرصاص عندما وصلت لأول مرة إلى محكمة أثينا بعد وقت قصير من اعتقالها.
في حين انتشرت شرطة مكافحة الشغب، بينما هتف المتظاهرون: "أيتها القاتلة اعترفي بجرائمك"، ودعا البعض إلى شنقها.
من جانبها، أوضحت إيفي لامبروبولو، المحاضرة في علم الجريمة بجامعة أثينا بانتيون، لـ"بي بي سي"، أن المحطات التلفزيونية "تركز في المقام الأول على مشاعر المشاهدين"، مضيفة: "هذه المعلومات يتم تضخيمها بعد ذلك على الشبكات الاجتماعية حيث لا توجد سيطرة على الإطلاق".
فيما قالت عالمة النفس والمحللة النفسية صوفي مارينوبولوس، لوكالة فرانس برس: "نحن قساة بشكل خاص على الأمهات اللواتي يرتكبن قتل الأطفال، لأن لدينا تصورات عن الأمومة".