شهدت الدقائق الأخيرة قبل انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد كيفن مكارثي لحظات درامية، كادت أن تصل إلى حد المشاجرة الفعلية بين نواب الحزب الجمهوري، صاحب الأغلبية في المجلس.
وفاز الجمهوري كيفين مكارثي، السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، بمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي، لتنتهي بذلك أزمة استمرت خمسة أيام، فشل خلالها المجلس في 14 محاولة في انتخاب رئيس جديد له.
بحسب صحيفة Washington Post الأمريكية السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، فقد تحول مجلس النواب الأمريكي إلى ما يشبه المشاجرة في وقت متأخر من الجمعة، بعد فشل تصويت آخر لانتخاب رئيس للمجلس.
حيث منع نواب جمهوريون أحد أكبر أعضائهم من مواجهة محتملة مع النائب مات غيتز من فلوريدا، حينما حرم مكارثي من الصوت الأخير اللازم لانتخابه رئيساً للمجلس.
بدلاً من الانتصار المتوقع، صوَّت غيتز بأنه "حاضر" وهذا لم يكن هذا كافياً للأغلبية، لذا انطلق مكارثي في الممر الأوسط نحو غيتز، وتجمع جمهوريون آخرون محاولين بوضوح إقناع غيتز بتغيير صوته قبل أن يُغلَق التصويت ويبدأ فرز الأصوات.
ثم اقتحم مايك روجرز من ولاية ألاباما الحشد غاضباً، كما سار ريتشارد هدسون من نورث كارولاينا، وهو عضو في القيادة، نحو غيتز.
تُظهر مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية أن روجرز بدأ بالصراخ في غيتز، عندما أمسك هدسون روجرز وأغلق فمه، وأبعده جسدياً عن المجموعة، فيما أدرك المشرعون مدى قربهم من شيء كان يمكن أن يتحول إلى مشاجرة جسدية.
نبع انفجار روجرز من عرض قدمته قيادة الحزب الجمهوري من شأنه أن يمنح غيتز منصباً في إحدى اللجان الفرعية، وفقاً لشخصين على دراية بالتفاصيل، فيما يعتقد روجرز أن هناك المزيد من الأعضاء المؤهلين لتولي هذا الدور.
فيما نفى مكارثي أي عروض من هذا القبيل. وحول ما إذا كان غيتز سيحصل على رئاسة لجنة فرعية مقابل تصويته، قال مكارثي: "لا أحد يحصل على أي وعود".
في وقت من الأوقات، التقط مصورون لقطات لتايلور غرين من جورجيا والحليفة القوية للرئيس السابق دونالد ترامب، وهي تلوح بهاتف بحروف "DT" (إشارةً إلى دونالد ترامب) مرئية بوضوح وتحاول تسليمه إلى أحد المعارضين لمكارثي، الذي بدوره لوَّح بيده تجاهها، غير مهتم بالتحدث إلى شخص قد يكون الرئيس السابق.
وصلت التوترات إلى درجة الغليان، لأن مكارثي وفريق قيادته قد أخبروا الكثيرين أنه حصل على الأصوات للفوز في نهاية المطاف في ذلك الاقتراع.
سابقة لم تحدث منذ قرن
وفاز الجمهوري كيفين مكارثي، السبت، بمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي، لتنتهي بذلك الأزمة التي استمرت خمسة أيام، وهذه المرة هي الأولى منذ مئة عام التي يفشل فيها زعيم أغلبية في الفوز بانتخابات رئاسة مجلس النواب، وهو ما يعكس حجم الخلاف بين الجمهوريين الذي حصل على أغلبية ضيقة في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
بحسب نتائج التصويت، التي تناقلتها وسائل إعلام أمريكية، حصل مكارثي على 216 صوتاً، فيما حصل منافسه الديمقراطي حكيم جيفريز على دعم 211 من أعضاء مجلس النواب، فيما اختار 6 أعضاء عدم الإدلاء بأصواتهم لأي شخص.
وإثر مفاوضات شاقة، رضخت مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب، التي كانت تعرقل انتخابه، ولكن هذا يُنذر بنقاشات نشطة جداً في البرلمان في العامين المقبلين.