سيتخلّى المؤسس والرئيس السابق لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "علي بابا"، جاك ما، عن السيطرة على شركة "آنت غروب"، كجزء من إعادة الهيكلة، في وقت يكثف فيه النظام الشيوعي الحاكم في الصين حملته على الشركات الكبيرة.
كان جاك ما، أحد أشهر رجال الأعمال في الصين، رمزاً "للرجل العصامي"، لجيل من أباطرة التكنولوجيا الصينيين، مع رحلته الشخصية غير النمطية.
لكن جاك ما، مدرّس اللغة الإنجليزية السابق، انسحب من الحياة العامة بعدما منعت بكين طرح شركة "آنت غروب" للاكتتاب العام في هونغ كونغ عام 2020، وذلك بعد تعليقاته اللاذعة بشأن الجهات الحكومية الناظمة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
الشركة أعلنت في بيان، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2023، أنها تدخل تعديلات على هيكلية ملكيتها، بحيث "لا يسيطر أي مساهم بمفرده أو بالاشتراك مع أطراف أخرى" على "آنت غروب".
كذلك كشف البيان عن الهيكل المعقّد السابق للشركة، والذي أظهر أن جاك ما يسيطر "بشكل غير مباشر" على 53,46% من أسهمها، وبعد هذا التعديل سيحتفظ جاك ما بـ6,2% فقط من حقوق التصويت.
كما أوضحت الشركة أن "هذا التعديل يهدف إلى زيادة تعزيز استقرار هيكلية شركتنا واستدامة تنميتنا على المدى الطويل"، ولفتت إلى أن عشرة أشخاص، بمن فيهم المؤسس والإدارة والموظفون "سيمارسون حقوقهم في التصويت بشكل مستقل"، فيما لن يغيّر هذا التعديل الفوائد الاقتصادية للمساهمين.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أفادت تقارير بأن الملياردير، جاك ما، يختبئ في طوكيو مع عائلته، في الوقت الذي تفرض فيه بكين إجراءات مشددة على شركات التكنولوجيا الرائدة في البلاد، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
أصبح جاك ما نادراً ما يُشاهَد في الأماكن العامة، منذ انتقاده موقف الهيئات التنظيمية من شركات التكنولوجيا، في اجتماع في شنغهاي قبل عامين.
يُقال إن جاك ما، الذي تراجعت ثروته بأكثر من النصف من حوالي 50 مليار دولار إلى 21.7 مليار دولار، بعد أن استهدفت الهيئات التنظيمية إمبراطوريته التكنولوجية الصينية الهائلة، قلّل ظهوره العام إلى الحد الأدنى، ويصطحب معه حراسه الشخصيين وطاهيه في رحلاته، التي من ضمنها زيارة عدد من النوادي الخاصة، يحظى أحدها بشعبية بين الأثرياء الصينيين.
يأتي هذا بعدما أصبحت شركة "علي بابا" الأكثر استهدافاً في الحملة التي شنتها الصين على شركات التكنولوجيا، بعد أن اتهم جاك ما، المشهور بطبيعته الصريحة وسلوكه الخارج عن المألوف، الهيئات الصينية بخنق الإبداع.
تُعد شركة جاك ما "علي بابا"، إحدى أضخم الشركات في العالم، وبدأت الخدمة في جذب العملاء من كل أنحاء العالم، فبحلول أكتوبر/تشرين الأول عام 1999، جمعت الشركة 5 ملايين دولار من بنك غولدمان ساكس، و20 مليون دولار من شركة سوفت بانك، وهي شركة اتصالات يابانية تستثمر في شركات التكنولوجيا.
قررت الشركة أن تبدأ موقع تاوباو، موقع تسوق أسسته الشركة في عام 2003، على غرار موقع eBay. وفي عام 2005، استثمرت "ياهوو" مليار دولار في شركة "Alibaba" مقابل 40% من أسهم الشركة.
في يوم 19 سبتمبر/أيلول من عام 2014، طُرحت الشركة في سوق الأوراق المالية "IPO". وبهذه المناسبة قال جاك ما إن أكبر ما حصل عليه في هذا اليوم كان ثقة الناس وليس المال.
حققت "علي بابا" أرقاماً قياسية للمبيعات خلال مهرجان التسوق الخاص بيوم العزاب لعام 2018، الذي وافق يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث بلغت مبيعاته هذا العام 30.8 مليار دولار حينها.