اتهم تقرير لمحطة الإذاعة البرازيلية (GloboNews)، الرئيس البرازيلي السابق الذي خسر في الانتخابات، جايير بولسونارو، بأنه دمّر القصر الرئاسي قبل أن يغادر منصبه، من خلال تخريب أجزاء منه، وذلك خلال السنوات الأربع التي قضاها السياسي اليميني المتطرف في السلطة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 6 يناير/كانون الثاني 2023، إن الأعمال التخريبية لبولسونارو لم تقتصر على غابات الأمازون، والتي جعلته منبوذاً عالمياً، ونقلت عن تقرير المحطة البرازيلية أن المقر الرئاسي، الذي يُعد تحفة فنية تعود لخمسينيات القرن الماضي، لم يسلم أيضاً من بولسونارو.
الصحيفة البرزيلية، ناتوزا نيري، أجرت جولة في Palácio da Alvorada (قصر الفجر)، يوم الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023، برفقة سيدة البرازيل الأولى الجديدة، روزانجيلا لولا دا سيلفا، ولم يرق لها ما شاهدته.
نيري رأت بُسُطاً، وأرائك ممزقة، وسقوفاً مُسرِّبة للمياه، ونوافذ وألواحاً أرضية مكسورة، وأعمالاً فنية أفسدتها أشعة الشمس، وقالت إن "الحالة العامة للقصر، الذي يعد أحد رموز البرازيل، ليست جيدة، ويحتاج إلى بعض الإصلاحات".
صور القصر المتهالك تجعله أشبه بسكن طلابي مُهمَل أكثر من كونه قصراً، صممه المعماري أوسكار نيماير، أحد أشهر مهندسي العمارة الحديثة في العالم.
تضررت أيضاً لوحة لإميليانو دي كافالكانتي، أحد أشهر فناني القرن العشرين في البرازيل، بعد نقلها من المكتبة وتعليقها في الشمس، وقالت السيدة الأولى: "سنضطر لترميمها للأسف".
أضافت السيدة الأولى، التي تشتهر باسم "جانجا"، أنها تشعر "بإحباط هائل"، و"تزعجها" الحالة المتدهورة لمسكنها الجديد، وقيل إن نبتة صبار برازيلية زرعها زوجها الرئيس الحالي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال فترة رئاسته بين عامي 2003-2010 قد أزيلت.
كذلك أشارت نيري إلى أن عدداً من الأعمال الفنية اختفى تماماً من القصر، الذي اكتمل بناؤه عام 1958.
تُشير صحيفة The Guardian إلى أنه يبدو من المستبعد أن يعود بولسونارو قريباً إلى البرازيل، إذ رحل عن البلاد عشية أداء منافسه لولا اليمين الرئاسية يوم الأحد الماضي، وهو الآن في ولاية فلوريدا بأمريكا.
أثار سفره لأمريكا أقاويل بأنه ذهب إلى هناك خشية محاكمته على جرائم مزعومة، مثل الطريقة غير العلمية التي تعامل بها مع كوفيد، وأودت بحياة ما يقرب من 700 ألف شخص في بلاده.
أيضاً زعم تقرير في مجلة Istoé البرازيلية، هذا الأسبوع، أن الرئيس السابق يضغط على الحكومة الإيطالية لمنح الجنسية لعائلته، وأنه يرغب في الانتقال إلى هناك، وقيل إن بولسونارو يظن أن السلطات البرازيلية لن تكون قادرة على المطالبة بتسليمه من الدولة الأوروبية، التي هاجر منها جده الأكبر فيتوريو بولزونارو أواخر القرن التاسع عشر.
كان اليساري لولا دا سيلفا قد فاز بالرئاسة مرة ثالثة، مطيحاً بسلفه بولسونارو، في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية، والتي أجريت في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفاز دا سيلفا بعد حصوله على 50.9% من الأصوات.
طالب الآلاف من أنصار بولسونارو، الجيش بالتدخل بعد خسارة مرشحهم الانتخابات، والعمل على إبقاء الزعيم اليميني في السلطة، وذلك خلال احتشادهم أمام مقر القيادة العسكرية الشرقية في ريو دي جانيرو، أحد المقار الإقليمية الثمانية للجيش.