حضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2023، قداس عيد الميلاد للكنيسة الأرثوذكسية بمفرده، داخل كاتدرائية بالكرملين، بدلاً من الانضمام إلى المصلين الآخرين في احتفال عام.
وكالة الإعلام الروسية، قالت إن هذه أول مرة منذ سنوات يحتفل فيها بوتين بعيد الميلاد في موسكو، وليس في المنطقة المحيطة بالعاصمة.
التلفزيون الحكومي عرض مقطعين مباشرين لبوتين داخل كاتدرائية "البشارة"، بينما كان قساوسة أرثوذكس يؤدون صلاة منتصف الليل، المعروفة باسم "القداس الإلهي".
كان بوتين المصلي الوحيد داخل الكاتدرائية، وعرض التلفزيون لقطات له قبل انتقال التغطية إلى قداس عام في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو.
بوتين كان قد احتفل بعيد القيامة، العام الماضي، في الكاتدرائية مع آلاف آخرين، وقد حضر عيد الميلاد بمفرده، العام الماضي، في مقر إقامته الرسمي في نوفو أوجاريوفو خارج موسكو، كما شارك بوتين في قداس إلهي عام في نوفجورود في عام 2021.
يأتي احتفال بوتين وحده بعد أيام من إعلان القيادة العسكرية الروسية عن مقتل ما لا يقل عن 89 من جنودها في أوكرانيا، الأمر الذي أثار غضباً داخل روسيا، إذ تُعتبر هذه أكبر حصيلة في هجوم واحد اعترفت بها موسكو منذ بدء الهجوم على أوكرانيا.
أثار الإعلان عن هذه الحصيلة الفادحة انتقادات جديدة للقيادة العسكرية الروسية، على "عدم كفاءتها"، على لسان المراسلين الحربيين والمعلقين الروس الموالين للكرملين.
دعم الكنيسة للحرب بأوكرانيا
وتدعم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحرب في أوكرانيا، ودعا البطريرك كيريل بموسكو الجانبين، يوم الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023، إلى الالتزام بهدنة أعلنها بوتين لمدة 36 ساعة بمناسبة عيد الميلاد.
انتقد كيريل خلال القداس الإلهي يوم الجمعة، 6 يناير/كانون الثاني 2023، أوكرانيا، لـ"تعديها على فرع الكنيسة الأرثوذكسية، الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بموسكو".
جاء هذا الانتقاد بعدما داهم جهاز الأمن الأوكراني منشآت مملوكة للكنيسة، الشهر الماضي، واتَّهم رجل دين كبيراً بالضلوع في أنشطة مناهضة لأوكرانيا، من خلال دعم السياسات الروسية.
لطالما مثلت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية "القوة الروحانية" المهيمنة داخل أوكرانيا طيلة قرون، لكن الكنيسة أصبحت موضع شك متزايد، ويرجع السبب بشكلٍ أساسي إلى تبعيتها الروحانية لقيادة البطريركية الروسية بدلاً من أوكرانيا، كما تقول صحيفة New York Times الأمريكية.
تضغط الكنائس الموالية لكييف اليوم بشكلٍ نشط على قساوسة الكنيسة الأخرى، من أجل تحويل ولائهم، وأسفرت تلك الضغوطات عن اندلاع مواجهات عنيفة، وسادت التوترات لدرجة أن الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية عدّلت لوائحها الداخلية، في مايو/أيار 2022، لتمنح نفسها "الحكم الذاتي والاستقلال الكامل" عن بطريركية موسكو، في خطوةٍ أدت لانهيار العلاقة القائمة منذ قرون.
يُذكر أن الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية حافظت على ولائها لموسكو بعد خروج أوكرانيا من الاتحاد السوفييتي عام 1991، بينما تأسست الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية حتى تدين بالولاء لكييف.
توجد اليوم نحو 8,000 أبرشية موالية لكنيسة كييف، وقرابة الـ12,000 أبرشية تابعة لبطريركية موسكو. ومع ذلك، قررت العديد من الكنائس التحوّل لموالاة كنيسة كييف منذ بداية الحرب.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسياً هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.