ألغى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، تصاريح دخول ثلاثة مسؤولين في السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وذلك بعد زيارتهم الأسير المحرر كريم يونس في بلدة عارة، والذي قضى 40 عاماً في سجون الاحتلال.
بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أوعز غالانت لمنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، غسان عليان، بسحب تصاريح كل من محمود العالول وعزام الأحمد وروحي فتوح من قادة حركة "فتح".
وجاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، أن "القرار جرى اتخاذه من قبل وزير الأمن بعد مشاورات مع كافة الجهات الأمنية ذات العلاقة".
وقال البيان إن "الثلاثة استغلوا تصاريحهم ودخلوا صباحاً من أجل زيارة كريم يونس، الذي تحرر هذا الأسبوع من السجن بعد 40 عاماً قضاها على خلفية قتل الجندي أبراهام برومبرغ في العام 1980".
يشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية تداهم بشكل يومي منذ الخميس مكان استقبال الوفود المهنئة بتحرر كريم يونس، في بلدة عارة، وذلك في محاولة لتنغيص فرحة العائلة والوفود القادمة لتهنئته.
وبعد تحرر يونس من الأسر، طالب رئيس الائتلاف الحكومي وعضو الكنيست من "الليكود"، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة بالتحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يتورطون في عمليات ضد الاحتلال، ومن بينهم كريم وماهر يونس.
كما توجه وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، للمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، وطلب منها العمل على "ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة"، لسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا "إرهابية" ومخالفات تخص "أمن الدولة".
40 عاماً في الأسر
وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير يونس فجر الخميس، 5 يناير/كانون الثاني 2023، بعد أن قضى 40 عاماً في السجون الإسرائيلية.
وقالت هيئة الأسرى في بيان مقتضب، إن الإفراج عن كريم يونس تم فجراً، وتم اعتماد أسلوب المفاجأة والتضليل في سياق إفشال الاستقبال العظيم الذي كان ينتظره.
وأبلغت شرطة الاحتلال عائلة يونس بمنع رفع علم فلسطين ورايات "فتح"، والبوسترات التي عليها صور شعار العاصفة أو قبة الصخرة، وتشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية، كما استولت على كافة الأعلام والرايات من داخل الصوان الذي أقيم أمس، بعد رفض الاحتلال استقبال كريم في صالة مغلقة.
وفور وصوله إلى مسقط رأسه، زار المحرر يونس منزل والدة رفيقه بالأسر ماهر يونس، ومن ثم توجه لزيارة قبرَي والديه، اللذين توفيا وهو بالأسر.
واحتضن كريم قبر والده، الذي توفي قبل 10 سنوات، والذي حُرم من لقائه لأكثر من 17 عاماً، وفي مشهد مؤثر احتضن المحرر يونس قبر والدته وبكى أمامه بحرقة.
وقال كريم يونس من أمام المقبرة "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية.. أمي تحملت فوق طاقتها، لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل". وأضاف من أمام منزل والدته "والدتي حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها على مدار 40 عاماً".