حذّرت مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، من أنّ ولاية كاليفورنيا ستشهد في منتصف الأسبوع، عاصفة عاتية سيتخلّلها هطول أمطار غزيرة قد تؤدّي إلى فيضانات مميتة، وذلك بعد أيام من عاصفة ثلجية ضربت مناطق مختلفة في أمريكا وأدت إلى مقتل العشرات.
السلطات دعت سكّان الولاية للاستعداد لهذا المنخفض الجوي القوي، الذي يتوقع أن يضرب ساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة، يومي الأربعاء والخميس المقبل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك حذّرت مصلحة الأرصاد الجوية من أنّ العاصفة المتوقّعة "وحشيّة حقّاً وينبغي أن تؤخذ على محمل الجدّ"، مضيفةً أن العاصفة ستتسبّب في "فيضانات واسعة النطاق، وطرق مغمورة بالمياه، وانهيارات أرضية، وسقوط أشجار".
يتوقع أيضاً أن تؤدي العاصفة إلى "انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، وتعطّل فوري للتجارة، والأسوأ من ذلك كلّه خسائر محتملة في الأرواح".
منذ أسابيع يشهد الساحل الغربي للولايات المتّحدة سلسلة عواصف، تسبّبت بهطول أمطار غزيرة بلغت مستويات شبه قياسية في بعض الأماكن، وذلك بعدما عانى من الجفاف لسنوات.
يأتي هذا، بينما لا تزال بعض المناطق في شمال كاليفورنيا تعاني من آثار عاصفة قوية ضربتها ليلة رأس السنة الجديدة، ما تسبّب في انهيارات أرضية وانقطاعات في التيار الكهربائي وسقوط قتيل واحد.
كانت مدينة سان فرانسيسكو قد سجلت، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، ثاني أكثر يوم ممطر في تاريخها منذ بدأت بقياس مستوى المتساقطات، إذ بلغت كمية الأمطار التي هطلت يومذاك 14 سم.
من المتوقع أن تزداد كثافة هطول الأمطار بشكل كبير، يومي الأربعاء والخميس، مع توقع هطول ما يقرب من 13 سم من الأمطار في ساكرامنتو، عاصمة الولاية.
وفي حين يرى البعض في هطول هذه الأمطار الغزيرة بارقة أمل في ظلّ الجفاف الذي يعاني منه الغرب الأمريكي منذ عقدين من الزمن، إلا أنّ خبراء الأرصاد الجوية يحذّرون من أنّ هذه الكمّيات من المتساقطات لا تكفي لمعالجة مشكلة الجفاف، ويمكن إذا ما هطلت بغزارة أن تسبّب فيضانات مدمّرة، لأنّ التربة الجافة تواجه صعوبة في امتصاص كميات كبيرة من المياه، الأمر الذي يتسبّب في العادة بفيضانات مفاجئة.
يُذكر أنه في نهاية عام 2022، شهدت مناطق مختلفة من الولايات المتحدة عاصفة كبرى، حيث لقي ما لا يقل عن 60 شخصاً مصرعهم، ولقبت العاصفة باسم "عاصفة القرن"، بسبب شدتها.
على إثر العاصفة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن حالة الطوارئ الفيدرالية في نيويورك، وأدت العاصفة أيضاً إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، وفقاً لموقع "فلايت وير".
إضافة لذلك، كان أكثر من 48 ألف منزل دون كهرباء على الساحل الشرقي لأمريكا، حسب الموقع الإلكتروني "باور-أوتيج"، الذي تحدث عن انقطاع التيار عن حوالي 150 ألف منزل في البداية.