هزّت ضربات روسية عدة مدن أوكرانية، منها كييف السبت 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، وأسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقلّ ونحو ثلاثين جريحاً، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب" روسيا حسبما نشرت وكالة " فرانس برس" في تقرير لها السبت.
ففي كييف، أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس عن سماع ما لا يقل عن 11 انفجاراً في وقت مبكر من بعد ظهر السبت، فيما كانت المدينة تستعدّ للاحتفال برأس السنة رغم دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الحادي عشر.
مقتل شخص جراء قصف روسي
بحسب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، تسببت الضربات بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 21 آخرين. ولفت مراسلو وكالة فرانس برس إلى أن الضربات ألحقت أضراراً بواجهة فندق أربعة نجوم في وسط المدينة، ما أدّى إلى تناثر ركام في الشارع.
كانت الأرصفة المجاورة مغطاة بالزجاج من النوافذ المحطّمة بما فيها نوافذ القصر الوطني للفنون.
بعد الضربات الجديدة، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن بلاده "لن تغفر" لروسيا غزوها وقصفها. وكتب بالروسية على تلغرام: "لن يغفر لكم أحد الارهاب. لا أحد في العالم سيغفر لكم ذلك"، مضيفاً: "لن يتم العفو عن الذين يأمرون بضربات مماثلة والذين ينفذونها. هذا أقل ما يمكن قوله".
في حين روى السينمائي ياروسلاف موتينكو (23 عاماً)، الذي يعيش في الحيّ، كيف كان يستحمّ قبل الذهاب إلى حفلة ليلة رأس السنة عندما سمع انفجاراً. غير أن القصف الروسي لم يقضِ على رغبته في الذهاب إلى الحفلة. وأورد "أعداؤنا الروس، يمكنهم تدمير هدوئنا لكن لا يمكنهم تدمير روحنا. هذا العام، من المهم أن نكون برفقة مقرّبين".
كما أعلن كليتشكو أن 30% من سكان المدينة محرومون من الكهرباء بعد هذه الضربات.
أضرار وحرائق
في أماكن أخرى في أوكرانيا، تسببت الضربات الروسية بأضرار وحرائق في ميكولايف (جنوب)، حيث أُصيب ستة أشخاص على الأقلّ، وفي خميلنيتسكي (غرب) حيث أُصيب أربعة أشخاص.
في حين اتّهم وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا موسكو بالاستهداف المتعمّد لمناطق سكنية، وكتب على تويتر: "يحتفل مجرم الحرب بوتين برأس السنة من خلال قتل الناس".
من جهته، أعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية فاليري زالوجني أن الجيش الروسي استهدف مدناً أوكرانية عدة السبت بإطلاقه 20 صاروخاً، وخصوصاً من قاذفات قنابل، لافتاً إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 12 منها.
قال زالوجني عبر تلغرام: "أطلق العدو أكثر من 20 صاروخاً جوياً عابراً بواسطة قاذفات قنابل استراتيجية طراز تو-95 إم إس من بحر قزوين ومن منظومات صاروخية برية. إن قواتنا ووسائل دفاعنا الجوي دمرت 12 صاروخاً".
بعد عدة انتكاسات عسكرية على الجبهة، تتّبع القوات الروسية، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022 تكتيك قصف البنى التحتية الأوكرانية يؤدّي غالباً إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه على نطاق واسع.
بالتزامن مع الضربات السبت، بثّ التلفزيون الروسي خطاباً لبوتين بمناسبة رأس السنة أكّد فيه أن "الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب" روسيا التي تخوض حرباً في أوكرانيا وتواجه أزمة مع الدول الغربية.
أحداث مهمة
من جانبه، قال بوتين إن عام 2022 تميّز "بأحداث حاسمة جداً ومهمة.. ترسي الأسس لاستقلالنا الحقيقي". وأضاف، متحدثاً إلى جانب جنود حاربوا في أوكرانيا ومنحهم أوسمة "لهذا السبب، نحارب اليوم من خلال حماية شعبنا في أراضينا التاريخية، في الكيانات الجديدة المكوّنة لروسيا"، في إشارة إلى المناطق الأوكرانية التي أعلنت موسكو ضمّها.
بعد بدء غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول 2022 ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئياً أو بالكامل، على غرار شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014.
في حين انتقد الرئيس الروسي "حرب عقوبات حقيقية شنّها (الغرب) علينا"، مضيفاً: "أولئك الذين بدأوها توقعوا التدمير الكامل لصناعتنا وأموالنا ووسائل نقلنا. لم يحدث ذلك". واتهم الأمريكيين والأوروبيين بـ"استغلال أوكرانيا وشعبها بوقاحة لإضعاف روسيا وتقسيمها".
كما تابع الرئيس الروسي: "كان الغرب يكذب بشأن السلام، وكان يستعدّ للعدوان. واليوم، لا يخجل من الاعتراف بذلك بشكل مكشوف". وأضاف: "معاً، سنتجاوز جميع الصعوبات ونحافظ على بلادنا عظيمة ومستقلة. سنمضي قدماً وننتصر من أجل مصلحة عائلاتنا ولصالح روسيا".
في حين أنه وقبيل خطاب بوتين، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في رسالة موجّهة إلى العسكريين بمناسبة السنة الجديدة، إن انتصار روسيا في أوكرانيا مقبل "لا محالة".
كما أعلنت وزارته الاستيلاء على قرية دوروجنيانكا الصغيرة في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، وهو مكسب نادر للقوات الروسية، فيما المواقع العسكرية مجمّدة مع حلول الشتاء. وتحدّثت الوزارة عن تبادل جديد للأسرى مع أوكرانيا سمح بإعادة 82 جندياً روسياً. وأعلنت السلطات الأوكرانية من جهتها استعادة 140 شخصاً.