خسر أغنى رجال الأعمال الروس المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يقرب من 95 مليار دولار خلال عام 2022، جراء العقوبات المشددة التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بعد حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط 2022، وهذا يعني أن خسارة الأغنياء الروس اليومية بلغت 330 مليون دولار منذ شن الكرملين حربه.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، السبت 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي السابق، هو الخاسر الأكبر، إذ تقلصت ثروته بنسبة 57%، إلى 7.8 مليار دولار هذا العام، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
كان أبراموفيتش من أوائل رجال الأعمال الذين فرضت عليهم المملكة المتحدة عقوبات، بعد أن اتهمته الحكومة البريطانية بأن له "صلات قوية" بنظام الرئيس بوتين، وأنه واحد من مجموعة رجال أعمال روس أثرياء "تلطخت أيديهم بالدماء".
كذلك تراجعت ثروة غينادي تيمشينكو، الملياردير المستثمر في مجال الطاقة والصديق المقرب لبوتين، بنسبة 48%، ووصلت إلى 11.8 مليار دولار، كما خسر سليمان كريموف، أحد حلفاء الرئيس الروسي، 41% من ثروته، وتراجعت إلى 9 مليارات دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ.
كانت حكومة المملكة المتحدة قد جمدت أكثر من 18 مليار جنيه إسترليني من ممتلكات رجال أعمال روس وآخرين، وفُرضت عقوبات على 1271 شخصاً -منهم أبراموفيتش و"ملك النيكل" فلاديمير بوتانين، ثاني أغنى شخص في روسيا- وفقاً للمراجعة السنوية لمكتب تنفيذ العقوبات المالية ببريطانيا.
الحكومة البريطانية كانت قد قالت إن "أشد العقوبات" التي فُرضت يوماً نتج عنها تجميد 18.4 مليار جنيه إسترليني من الممتلكات المرتبطة بروسيا، وهو ما يزيد بنحو 6 مليارات جنيه إسترليني على الممتلكات المحجوز عليها بموجب جميع قوانين العقوبات البريطانية الأخرى.
إجمالاً، بلغت خسارة أكثر من 20 ثرياً روسياً تتابعهم قائمة بلومبرغ التي تُحدَّث يومياً حوالي 95 مليار دولار عام 2022.
كانت الحرب الروسية على أوكرانيا قد دفعت قادة الدول الغربية إلى الاتفاق على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا شملت تجميد أصول في أوروبا، وإيقاف وصول بنوكها إلى الأسواق المالية الأوروبية.
كما شملت العقوبات القطاع المالي وقطاعي الطاقة والنقل والسلع ذات الاستخدام الثنائي في المجالات المدنية والعسكرية، وكذلك ضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات، وسياسة التأشيرات والقوائم الإضافية للأفراد الروس، ومعايير الإدراجات الجديدة.
غير أن خسائر الأثرياء الروس تُعد باهتة مقارنة بخسائر مليارديرات شركات التكنولوجيا الأمريكيين هذا العام، إذ تراجعت ثروة إيلون ماسك بنسبة 50% تقريباً لتصل إلى 138 مليار دولار بعد انخفاض كبير في قيمة أسهم شركته الخاصة بالسيارات الكهربائية "تسلا".
خسر ماسك تربعه على عرش قائمة أثرياء العالم في ديسمبر/كانون الأول، أمام الفرنسي برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لشركة LVMH.
كذلك تراجعت ثروة مارك زوكربيرغ بنسبة 65% إلى 45 مليار دولار، بعد انخفاض قيمة شركة ميتا المالكة لفيسبوك، وتراجع زوكربيرغ 19 مركزاً على مؤشر بلومبرغ، وأنهى 2022 في المركز 25، وهو أدنى مركز له منذ عام 2014.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بالمجمل خسر أغنى 500 شخص في العالم ما يقرب من 1.4 تريليون دولار عام 2022.