يواجه جورج سانتوس، النائب المنتخب بالكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، مزاعم جديدة بالتضليل وعدم الأمانة بعد أن ادَّعى أن والدته تُوفيت في تاريخين مختلفين، ويحقق المدعون في شؤون سانتوس المالية ومزاعم بشأن كذبه في بيانات أخرى قدَّمها خلال الحملة الانتخابية حول سيرته وتاريخ عائلته، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وسانتوس الذي يبلغ من العمر 34 عاماً فاز بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس عن الدائرة الثالثة بولاية نيويورك الشهر الماضي، زاعماً خلال حملته الانتخابية أنه مثلي يصرح علناً بمثليته، وحفيد يهودي ناجٍ من المحرقة النازية، ومصرفي ناجح في وول ستريت، لكنه متهمٌ الآن بأنه أدلى بسيلٍ من الأكاذيب في الوقت الذي يوشك فيه على أداء اليمين الدستورية الأسبوع المقبل.
فيما اعترف سانتوس بأنه كذب فيما قدَّمه من بيانات في سيرته الذاتية بشأن الدرجات العلمية التي تلقاها وعمله في بنكين بارزين بوول ستريت، وأقرَّ بأنه ليس يهودياً على الحقيقة.
وفي تغريدات له بدت فيها أن والدته توفيت مرتين، نشر سانتوس تغريدة في يوليو/تموز من العام الماضي كتب فيها أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول "أودت بحياة والدتي، لكنه عاد وكتب في ديسمبر/كانون الأول الماضي أنها تُوفيت في عام 2016. ويقول موقع حملة سانتوس على الإنترنت إن والدته كانت تعمل بالبرج الجنوبي أثناء هجمات 11 سبتمبر/أيلول لكنها نجت وماتت فيما بعد بمرض السرطان.
يحقق الادعاء العام بمقاطعة ناسو، الواقعة بالدائرة الانتخابية التي فاز بها سانتوس، في مزاعم الكذب الموجهة إليه. وقالت آن دونيلي، المدعية العامة، إنها فتحت تحقيقاً في مزاعم "التلفيق والتناقض الكثيرة" التي وردت بشأن النائب المنتخب بالكونغرس. وقالت إن تلفيقات سانتوس "صاعقة"، و"لا أحد فوق القانون، فإذا ارتكبت جريمة في هذه المقاطعة فإننا سوف نحقق فيها ونُقاضي" المتهمين.
من جهة أخرى، يجري تحقيق فيدرالي في الشؤون المالية لسانتوس، بعد أن زعم في سيرته المهنية أنه عمل بوظائف مرموقة ببنك "غولدمان ساكس" وبنك "سيتي غروب"، وتلقت حملته الانتخابية 700 ألف دولار على هذا الأساس، ثم تبيَّن كذب مزاعمه.
وأورد سانتوس أيضاً أن راتبه 750 ألف دولار ولديه أكثر من مليون دولار من أعمال تجارية، معظمها من شركة تُدعى Devolder Organization، لكنه لم يقدم سوى تفاصيل قليلة عن طبيعة عمله.
لما ترشح سانتوس في المرة الأولى للكونغرس بعام 2020، ادَّعى أنه ليس لديه أصول مالية. لكن زعم في ملف حملته الانتخابية بعد ذلك بعامين أن لديه حساب توفير فيه 5 ملايين دولار.
في لقاء أجراه سانتوس مع صحيفة The New York Times هذا الأسبوع، اعترف بأنه اختلق أموراً في سيرته الذاتية، وقال إنه "لم يُحسن اختيار الكلمات"، لكنه "ليس مجرماً".
لكن سانتوس واجه انتقادات حادة، وقالت تولسي غابارد، النائبة السابقة بالكونغرس، في تصريحات على قناة Fox News هذا الأسبوع: "لو كنت أحد الناخبين بالدائرة الثالثة في نيويورك الآن، وبعد أن انتهت الانتخابات تبيَّنت لي كل هذه الأكاذيب التي قلتها، لقلت إنها ليست مجرد أكاذيب صغيرة أو محاولات للتجمُّل، إنها أكاذيب صارخة. وسؤالي له: ألا تخجل؟".
في غضون ذلك، تجنب قادة الحزب الجمهوري حتى الآن التعليق على فضيحة الأكاذيب المحيطة بسانتوس.