يحارب مقاتلون روس في صفوف الجيش الأوكراني ضمن فيلق رمزي يسمى "حرية روسيا"، يقاتلون في منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا، لكن عددهم الدقيق سري للغاية، وفق تقرير نشره موقع "فرانس 24 " الفرنسي، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022.
في مقابلة مع صحفيين على أنقاض دير أرثوذكسي بمنطقة استعادها الجيش الأوكراني، قال الناطق باسم فيلق "حرية روسيا" الذي يحمل اسم "سيزار": "لا أحارب الوطن الأم، بل أحارب نظام بوتين والاستبداد". يضيف: "لست خائناً. أنا وطني روسي حقيقي".
وشُكِّل فيلق المقاتلين الروس مع بداية الحرب، وشعاره قبضة مغلقة تعلوها كلمتا "حرية" و"روسيا"، وهو جزء من مجموعة المتطوعين الدوليين داخل الجيش الأوكراني.
يضم الفيلق، بحسب سيزار، "مئات" الروس الذين بعد أن تلقوا تدريباً لمدة شهرين، انتشروا اعتباراً من مايو/أيار 2022، في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا التي تحاول موسكو احتلالها بالكامل.
وينتشر عناصر الفيلق في باخموت، إحدى أكثر النقاط الساخنة على الجبهة الشرقية، التي كانت مسرحاً منذ أشهر لمعارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية، وهم تابعون أساساً لسلاح المدفعية تحت قيادة ضباط أوكرانيين.
قال ضابط أوكراني طالباً عدم كشف هويته: "إنهم مقاتلون متحمسون ومحترفون، ويقومون بمهمتهم على أكمل وجه". وقد خضع المجندون للعديد من المقابلات والاختبارات النفسية وحتى لجهاز كشف الكذب؛ تحسباً لأي محاولة اختراق.
"حرية روسيا": موقف سياسي
على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر فيلق "حرية روسيا" بشكل أساسي، مقاطع فيديو دعائية، ويزعم أنه تلقى آلاف الطلبات.
يقول الخبير العسكري الأوكراني أوليغ جدانوف: "إنهم يشاركون في الحرب لكن تأثيرهم ليس كبيراً، بسبب عددهم المحدود". ويضيف: "أهميتهم سياسية. إنه لأمر جيد لأوكرانيا أن تكون قادرة على إثبات أن هناك روساً يدعمون الديمقراطية والحرية ويقاتلون في الجانب الصحيح".
من الصعب معرفة من هم بالضبط "الوطنيون الروس" الذين يشكلون فيلق "حرية روسيا" ودوافعهم، فبالنسبة لتيخي العامل المتحدر من تولياتي عاصمة السيارات الروسية على بُعد 800 كيلومتر جنوب شرقي موسكو، يرى أن دوافعهم شخصية أكثر من كونها سياسية.
يقول الرجل، وهو أب لطفلين كان يزور عائلته في كييف عندما بدأ: "لم تكن ستفهم لو بقينا في روسيا". لم يعودوا قط إلى روسيا، وانضم إلى صفوف الجيش الأوكراني ضمن الفيلق.
وانقطع كل اتصال تقريباً مع عائلته في روسيا والتي لا تفهم خياره. وتابع: "لقد خضعوا لغسل دماغ. لكنني أعلم أنهم قلقون عليَّ".
كما أنه قطع علاقاته مع أصدقائه، ويضيف ساخراً: "إنهم جالسون على أريكتهم في روسيا ويكررون: سنحرر أوكرانيا!".
ومن دون ندم، يقول إنه يعتبر الجنود الروس "أعداء"، "وسيفجر نفسه بقنبلة يدوية على أن يتم أسره" على يد قوات موسكو.
تقدم تيخي بطلب للحصول على الجنسية الأوكرانية لكنه لن يتمكن من الحصول عليها حتى تنتهي الحرب. ويوضح: "في الوقت الحالي لا يزال لديّ جواز سفر العدو".
يحبون روسيا ويحاربون بوتين
وينحدر المتحدث الرسمي باسم "حرية روسيا"، الملقب بـ"سيزار"، من سانت بطرسبرغ حيث كان أخصائي علاج طبيعي. يقول إن لديه دوافع سياسية، ويقدم نفسه على أنه "قومي يميني" يرى أنه لا يمكن إطاحة نظام فلاديمير بوتين إلا بالقوة.
لا يثق بالمعارضين- فـ"جميعهم دمى" حسب قوله- ويعتقد أن مواطنيه "لا يريدون رؤية أو سماع أي شيء"، وفجأة يتحمس قائلاً: "روسيا تحتضر. اذهبوا إلى القرى وستجدون سكارى ومدمني مخدرات ومجرمين. الشعب يعاني".
يقول: "إنها نتيجة حكم بوتين على مدى عشرين عاماً. نظامه وحكومته ونوابه هراء. إنهم خاسرون وفاسدون ولصوص لا يفكرون إلا في جمع المال والعيش الممتع. ليست هذه طريقة لإدارة بلد".
كان الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، الشرارة التي دفعته إلى أخذ زوجته وأطفاله الأربعة والانتقال إلى كييف. ويقول سيزار: "يعيشون أيضاً في خوف من القصف والبرد لكنهم يؤيدون خياراتي". ويتحدث دون أن يخفي وجهه بما أن عائلته الآن "في أمان" بأوكرانيا.