أجبرت السلطات الإيرانية طائرة على تغيير مسار رحلة جوية كانت متجهة إلى دبي، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، لمنع زوجة وابنة القائد السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم، علي دائي، من مغادرة البلاد، وذلك على خلفية مواقفه المؤيدة للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أشهر.
القضاء الإيراني قال إن زوجة دائي مُنعت من السفر إلى الخارج، بعد أن أمرت السلطات الطائرة التي كانت تستقلها، والتابعة لشركة "ماهان إير"، باستكمال رحلتها لدبي، وأمرتها بالهبوط في جزيرة كيش الإيرانية في الخليج، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا" عن دائي قوله، إن زوجته وابنته صعدتا على متن طائرة تابعة لشركة "ماهان"، أقلعت من مطار الإمام الخميني في طهران متجهة إلى دبي، وأضاف "تم إنزال ابنتي وزوجتي من الرحلة، لكن لم يتم توقيفهما".
استغرب دائي منعهما من المغادرة بعد السماح لهما بالصعود إلى الطائرة، مضيفاً: "في حال كانتا ممنوعتين (من السفر)، كان يجدر بنظام الجوازات للشرطة (في مطار طهران) أن يظهر ذلك. لم يقدّم لي أحد جواباً على ذلك، لا أعرف فعلاً ما هو سبب هذه الأمور؟".
تساءل دائي في تصريحاته التي أوردتها وسائل إعلام إيرانية "هل أرادوا توقيفي وإرهابي؟ ابنتي وزوجتي كانتا ذاهبتين إلى دبي في رحلة تستمر أياماً معدودة فقط".
كانت السلطات قد أغلقت هذا الشهر متجراً للحلي ومطعماً يمتلكهما دائي، بعد دعمه للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء عن السلطة القضائية قولها إن "زوجة دائي كانت تعهدت بأن تبلغ السلطات المعنية بحال قررت مغادرة البلاد، بعد ارتباطهم بالمجموعات المناهضة للجمهورية الإسلامية ومثيري الشغب والدعوة للإضراب".
أضافت الوكالة أنه "بعد إبلاغ السلطات المعنية بالرحلة التي تنقل زوجة دائي، هبطت الطائرة في مطار كيش، وتم إنزال زوجة دائي وابنته منها"، وأكد دائي، وفق وكالة "إيسنا"، أنه يعمل على تأمين عودة عائلته من الجزيرة الواقعة في الخليج إلى طهران.
بات دائي في الآونة الأخيرة من المشاهير الإيرانيين الذين يُبدون تأييدهم للتحركات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
قبل قرار إغلاق المتجر والمطعم العائدين له، قال أسطورة الكرة السابق إنه تلقى تهديدات بعدما دعم الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، في أعقاب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، وكانت وفاتها الشرارة التي فجرت الاحتجاجات.
كان دائي قد قال في تصريح للوكالة الفرنسية، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن سلطات المطار صادرت جواز سفره لدى عودته إلى طهران من الخارج، وأعادته إليه بعد أيام، على خلفية موقفه من الاحتجاجات.
المهاجم السابق، سبق أن حضّ السلطات في سبتمبر/أيلول 2022، على "حل مشاكل الشعب الإيراني بدلاً من استخدام القمع والعنف والاعتقالات"، وذلك وفق ما جاء في منشور عبر حسابه على إنستغرام.
كان دائي (53 عاماً) أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الوطنية لأعوام طويلة مع 109 أهداف، إلى أن تجاوزه البرتغالي كريستيانو رونالدو، في سبتمبر/أيلول 2021.
كذلك فإن دائي هو من أوائل الإيرانيين الذين دافعوا عن ألوان أندية أوروبية، وبرز في ألمانيا، حيث ارتدى قمصان أرمينيا بيليفيلد وبايرن ميونيخ وهرتا برلين.
يُشار إلى أن لاعبين حاليين وسابقين ومشاهير، أبدوا دعمهم للتحركات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية، داعين للاستماع لمطالب المحتجين.
من جهتهم، يحذّر مسؤولون إيرانيون من "اتخاذ إجراءات" بحق المشاهير الذين "أسهموا في تأجيج أعمال الشغب".
وتتهم إيران ما تقول إنها أطراف خارجية بتأجيج الاضطرابات خلال الاحتجاجات التي شارك فيها أفراد من كافة أطياف المجتمع، والتي تشكل أقوى تحد لرجال الدين الحاكمين في البلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.