قال وزير العدل البلجيكي، فينسنت فان كويكنبورن، إنَّ مافيا المخدرات الدولية تشكل الآن تهديداً كبيراً للأمن القومي يعادل خطر إرهابيي تنظيم الدولة "داعش"، الذين فجروا أهدافاً في بروكسل قبل ست سنوات، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022.
بعد عمليات الضبط القياسية لشحنات كوكايين في أنتويرب، واعتقال كبار من "أمراء مافيا المخدرات"، ومحاولة أخيرة لاختطاف الوزير، وضع فان كويكنبورن عصابات المخدرات نصب عينيه.
في مقابلة مع صحيفة The Times، قال فان كويكنبورن، وهو أيضاً نائب رئيس الوزراء البلجيكي، إنَّ قتال المافيا يمثل الأولوية الأولى للأمن القومي لبلاده.
أضاف المسؤول البلجيكي: "اليوم، الجريمة المنظمة هي الإرهاب الجديد الذي نواجهه. إنها معركة صعبة للغاية. قبل ست سنوات شهدنا هجمات إرهابية في بروكسل، وأجدها تتجدد مرة أخرى وبالشدة نفسها"، في إشارة إلى التفجيرات الانتحارية في مارس/آذار 2016 في بروكسل، التي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً.
يعيش فان كويكنبورن تحت الحماية مع زوجته وأطفاله، بعدما أحبطت الشرطة محاولة من مافيا المخدرات هولندية لاختطافه. وفي أواخر سبتمبر/أيلول، قُبِض على أربعة رجال، خارج منزل عائلته، في سيارة مسلحة ببندقية كلاشينكوف وأسلحة أخرى وقنابل نارية و"حزام ضبط".
تعتقد أجهزة الأمن البلجيكية أنَّ "شخصية بارزة في عالم المخدرات" أمرت باختطافه لاستخدامه كورقة مساومة مقابل إطلاق سراح سجين. وقال فان كويكنبورن: "إنها أيضاً علامة على أننا نضربهم بقوة. لذا يحاولون ترهيبنا، لكن هذا بالطبع لن يجدي نفعاً. لن ننحني الآن ونستسلم".
أحد المشتبه بهم هو رضوان تاغي، زعيم مافيا المخدرات الهولندي المغربي الذي يُحاكَم في أمستردام، بعدما أحبطت السلطات خططاً نظمها من زنزانته شديدة الحراسة، لعملية هروب عنيفة من السجن، هذا العام.
اتُّهِم تاغي بإصدار الأمر بقتل شاهد رئيسي ضده، ومحامي نيابة رفيع المستوى، وقتل بيتر دي فريس، الصحفي الهولندي البارز والناشط في مجال العدالة.
كما أشار فان كويكنبورن: "إذا نظرت إلى الجريمة المنظمة، والأساليب التي يستخدمونها، فسأقول إنها أساليب تخريبية. قبل عشر سنوات كانوا يهاجمون بعضهم، والآن يهاجمون الدولة. كما أنهم يهاجمون الصحفيين والقضاة وقضاة التحقيق وحتى السياسيين؛ لذلك يمكنك ببساطة وصفها بأنها تهديد حقيقي لبلدنا".
يقول المسؤولون إنَّ هناك مشتبهاً هولندياً آخر، يُدعى جوس ليديكر، متورطاً في غسيل أموال بقيمة عشرات الملايين من اليوروهات، ومئات الكيلوغرامات من الذهب.
أضافوا أنه يتزعم "عصابة الأخطبوط"، التي سُمِّيَت بهذا الاسم لتهريبها المخدرات في شحنات الحبّار المجمد. وقد شوهد ليديكر، وهو من أكبر المتاجرين في المخدرات في أوروبا، في الشرق الأوسط.
حيث تشكل مافيا المخدرات الدولية، التي يُزعَم أنَّ تاغي وليديكر يديرانها، الجزء الأكبر من تجارة الكوكايين الأوروبية. ويُقال إنَّ كليهما يجلبان بضاعتهما عبر أنتويرب، التي لها روابط تاريخية بتجارة الفاكهة في أمريكا الجنوبية.
تضررت تجارة المخدرات بشدة، خلال العام الماضي، بسبب موجة من الاعتقالات، بعد فك تشفير SKY ECC، وهو تطبيق مراسلة آمن شائع الاستخدام بين المجرمين، واختراقه العام الماضي. وضبطت السلطات مليار رسالة. وقال الوزير البلجيكي: "شكّلنا رؤية جيدة للغاية عن الشبكة الدولية والأشخاص الذين يقفون وراءها".
تصادر الجمارك البلجيكية كميات كبيرة من الكوكايين في ميناء أنتويرب بحيث لا تستطيع المحارق مواكبة عمليات تدميرها بالكامل. ولُقِّب الأسبوع الماضي بـ"عيد الميلاد الأبيض" بعد مصادرة عشرة أطنان من الكوكايين تزيد قيمتها على 750 مليون يورو (نحو 800 مليون دولار أمريكي)، مع تكثيف عصابات المخدرات عمليات التهريب خلال فترة الأعياد.