عثرت السلطات في إندونيسيا، الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2022، على العشرات من المهاجرين من مسلمي الروهينغا على شاطئ بإقليم أتشيه الشمالي، في حالة جوع وضعف كبيرين، إثر قضائهم أسابيع في البحر فارين من الحكم العسكري في ميانمار.
حيث وصلت المجموعة المكونة من 58 مهاجراً في قارب خشبي، وقال طبيب إندونيسي إن ثلاثة منهم كانوا في حالة جفاف وإعياء شديدين. وقال أحد المهاجرين إنهم كانوا في عرض البحر لأكثر من شهر، في محاولة للوصول إلى ماليزيا للبحث عن ظروف معيشة أفضل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تصنف بورما ذات الغالبية البوذية مسلمي الروهينغا في ولاية راخين غربي البلاد باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، وهم يعانون منذ مدة طويلة من التمييز والحرمان من الجنسية والسفر والرعاية الصحية والتعليم.
بينما أجبرت حملة عسكرية في ميانمار عام 2017 نحو 750 ألفاً من الروهينغا على الفرار من ولاية راخين إلى بنغلادش، وسط شهادات عن تعرضهم لجرائم قتل وحرق متعمد واغتصاب.
فيما تواجه ميانمار اتهامات في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بارتكاب إبادة جماعية في أعقاب هذه الهجرة الجماعية. وتسود الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا حالة اضطراب منذ الإطاحة بحكومة الزعيمة أونغ سان سو تشي في أعقاب انقلاب عسكري في شباط/فبراير 2021 أنهى حكماً مدنياً لم يعمر طويلاً.
مخاوف من غرق 180 من مسلمي الروهينغا
كما قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه يُخشى غرق نحو 180 على الأقل من مسلمي الروهينغا تقطعت بهم السبل في البحر لأسابيع، بعد مغادرة بنغلادش في نوفمبر/تشرين الثاني، ويُعتقد أن قاربهم المتهالك غرق الشهر الحالي.
المفوضية أوضحت، نقلاً عن تقارير غير مؤكدة، أن القارب "الذي لا يصلح للإبحار" ربما غرق بعدما فُقد في البحر. وأضافت عبر تويتر: "أقاربهم فقدوا الاتصال بهم. يفترض آخر من تواصلوا مع القارب أن الجميع في عداد الموتى".
بينما تعد ماليزيا ذات الغالبية المسلمة وجهة مشتركة لقوارب المهاجرين من مسلمي الروهينغا، وسط وعود المهربين لهم بحياة أفضل هناك. لكن العديد من اللاجئين الروهينغا الذين وصلوا إلى ماليزيا يواجهون الاحتجاز.
بتعرضهم للعطش والجوع والمرض، غالباً ما ينتهي المطاف باللاجئين بأن ينجرفوا إلى المياه الدولية، بعد أن يغادروا جنوب بنغلادش؛ على أمل العثور على طعام ووظائف ومأوى في أي مكان آخر في آسيا.
كما قالت جماعتا نشطاء من روهينغا ميانمار الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 20 شخصاً لقوا حتفهم إما جوعاً أو عطشاً على متن قارب تقطعت به السبل في البحر لأسبوعين قبالة الهند. وقيل إن القارب الذي على متنه 100 شخص على الأقل في المياه الماليزية.
في وقت سابق هذا الشهر، أنقذت البحرية السريلانكية 104 من الروهينغا جرفتهم المياه إلى قبالة الساحل الشمالي لإحدى جزر المحيط الهندي. وحثت المفوضية دول المنطقة على المساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية بينما ناشد اللاجئون العالم ألا ينسى محنتهم.