أودى تساقط الثلوج في اليابان بحياة 17 شخصاً وأصاب أكثر من 90 آخرين، وفقاً لحصيلة أولية نشرتها إحدى الوكالات الحكومية الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، كما أعلنت السلطات في الفلبين عن مقتل 11 شخصاً إثر عاصفة وفيضانات نجمت عن أمطار موسمية غزيرة أجبرت نحو 46 ألف شخص على الهرب من منازلهم.
حيث أوضحت وكالة إدارة الحرائق والكوارث اليابانية في بيان، أنَّ تساقط الثلوج بكثافة في المناطق الشمالية تسبب في وفاة 11 شخصاً بحلول السبت، وارتفع العدد إلى 17 وإصابة 93 آخرين بحلول صباح الإثتين.
تساقط الثلوج في بحر اليابان
في حين تساقطت الثلوج بغزارة على جزيرة هونشو، على امتداد بحر اليابان، وعلى جزيرة هوكايدو الكبيرة في الشمال، منذ 17 ديسمبر/كانون الأول.
إذ أصيب العشرات بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب وكالة إدارة الحرائق والكوارث اليابانية، وأشارت قناة "إن إتش كا" التلفزيونية العامة إلى تعرُّض مسنّين لحوادث مميتة وأن بعضهم دُفنوا تحت أكوام كثيفة من الثلج بعد خروجهم لإزالة الجليد من مداخل منازلهم أو أسطحها.
كذلك فقد تسببت الثلوج الكثيفة في سقوط برج للطاقة الكهربائية بأقصى شمالي اليابان؛ مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 20 ألف منزل، ثم أُعيدت الكهرباء إلى معظم المناطق في وقت لاحق، وفقاً لوزارة الاقتصاد والصناعة. وجرى تعليق عشرات الرحلات الجوية والبرية عبر القطارات في شمال البلاد، لكن الخدمات استؤنفت في وقت لاحق من الأحد، وفقاً لوزارة النقل وحسبما نشر موقع "الجزيرة مباشر".
من جهتها نصحت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية سكان المناطق المتضررة بعدم القيادة بعد أن علقت عدة مركبات في الطرقات. ومن المتوقع أن تتراجع كثافة موجة الثلوج في اليابان بدءاً من الإثنين.
في تحديث لأرقام سابقة، قالت السلطات الفلبينية إن 11 شخصاً قُتلوا وفُقد 19 آخرون بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة في جنوب البلاد وشرقها. وضربت الفيضانات جنوب البلاد، الأحد، يوم الاحتفال بعيد الميلاد، أهم عطلة في البلد الذي يشكل الكاثوليك غالبية سكانه.
فيضانات في الأنهار
من جهته قال حاكم مقاطعة ميساميس أوكسيدنتال للإذاعة الحكومية، إن الأنهار فاضت وغمرت قرى ريفية وطرقاً سريعة وكذلك مدينتي أوزاميز وأوروكويتا. وغمرت المياه عاصمة المقاطعة، أوروكويتا، التي يبلغ عدد سكانها 72 ألف نسمة، وقطعت الكهرباء ولم تكن هناك إشارة لـ"الاتصالات الهاتفية". وأضاف: "شهدنا فيضانات من قبل لكن هذه أسوأ معدلات لهطول الأمطار وتدفق المياه على الإطلاق".
من جهة أخرى قال مسؤول الدفاع المدني، روبنسون لاكر، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مدينة جينغوغ، إن "المياه ارتفعت حتى مستوى الصدر في بعض المناطق لكن الأمطار توقفت اليوم" الإثنين.
كذلك ومن بين 45 ألفاً و700 شخص تم إجلاؤهم من منازلهم، كان 33 ألفاً من سكان جينغوغ. وأكدت فرق خفر السواحل أنها أنقذت أكثر من 20 عائلة في مدينتي كلارين وأوزاميز في ذروة الفيضانات، وظهر في صور نشرها خفر السواحل رجالُ إنقاذ يرتدون بزات برتقالية وهم يحتضنون أطفالاً بعد انتشالهم من منازلهم ليلاً، في مياه فيضانات يصل ارتفاعها إلى مستوى الخصر.
في حين لقي 7 أشخاص مصرعهم -معظمهم غرقاً- في كلارين ومدينتي خيمينيز وتوديلا الجنوبيتين المجاورتين. وذكر مكتب الدفاع المدني في مانيلا، أن الأمطار الموسمية الغزيرة، الأحد، تسببت بفيضانات في 14 بلدة في مينداناو.
غرق قارب صيد
من جهة أخرى، قال خفر السواحل إن رياحاً عاتية وأمواجاً مرتفعة أدت إلى غرق قارب صيد، الأحد، قبالة جزيرة ليتي بوسط البلاد؛ مما أسفر عن مقتل 2 من أفراد الطاقم، في حين تم إنقاذ 6 آخرين.
من جهتها قالت إدارة الدفاع المدني إن شخصين- أحدهما طفلة- لقيا حتفهما في مدينتي ليبمانان وتينامباك في شرق البلاد، بعدما جرفتهما المياه. وقال خفر السواحل إنه أنقذ أيضاً 23 صياداً كانوا على متن قاربين انقلبا عندما ضربتهما أمواج كبيرة قبالة مدينة زامبوانغا بجنوب البلاد، الأحد. وما زال 19 شخصاً مفقودين، معظمهم من صيادي السمك على ساحل المحيط الهادئ في البلاد، كانوا قد أبحروا للعمل على الرغم من الظروف القاسية.
في حين يشهد الأرخبيل كوارث طبيعية باستمرار. وتعد الفلبين من الدول الأكثر ضعفاً في مواجهة آثار تغير المناخ. ويحذّر العلماء من أن العواصف ستزداد قوة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.