أكد الرجل الذي يُشتبه بقتله 3 أشخاص، وجرحه 3 آخرين، الجمعة، 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، بالقرب من مركز ثقافي كردي في باريس لشرطي عند توقيفه، أنه فعل ذلك لأنه "عنصري"، كما ذكر مصدر قريب من التحقيقات المتواصلة السبت، لتحديد دوافع عمله.
وصرّح المصدر، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، بأن المشتبه به الذي تمّت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة، أُوقف وبحوزته "حقيبة صغيرة" تحتوي على "مخزنين أو 3 ممتلئة بالخراطيش، وعلبة خرطوش من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل"، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها الأسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش".
وفي الوقت نفسه، تتواصل التحقيقات، السبت، لتحديد الأسباب التي دفعت هذا الرجل، البالغ من العمر 69 عاماً، الذي تمت ملاحقته في الماضي بسبب هجوم عنصري، إلى ارتكاب هذا العمل.
تفاصيل التحقيقات
وفي 2017، حُكم على الرجل بالسجن 6 أشهر، مع وقف التنفيذ، لحيازته أسلحة لكن من جهة أخرى، قال دارمانان إنه غير معروف في ملفات استخبارات البلاد والمديرية العامة للأمن الداخلي و"لم يُصنف على أنه فرد من اليمين المتطرف".
فيما قالت المدعية العامة إن فرضية هجوم إرهابي استُبعدت في هذه المرحلة من التحقيقات، وصرح والد المشتبه به، البالغ من العمر 90 عاماً، لوكالة فرانس برس إن ابنه وصباح يوم الحادث "لم يقل شيئاً عندما غادر المنزل (…) إنه مجنون"، مشيراً إلى أنه يميل إلى "الصمت" و"منغلق".
وأوضح دارمانان أنه "أراد مهاجمة الأجانب"، و"من الواضح أنه تصرف بمفرده"، مشيراً إلى أنه كان يتردد على ميدان رماية، وقالت لور بيكوو خلال مؤتمر صحفي إن "الدوافع العنصرية للوقائع" ستكون "بالتأكيد جزءاً من التحقيقات".
وأضافت مساء الجمعة في بيان "ليس هناك في هذه المرحلة ما يثبت أي انتماء لهذا الرجل لحركة أيديولوجية متطرفة"، لكن المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا قال إنه من "غير المقبول" عدم وصف إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي".
وصرح أجيت بولات، المتحدث باسم المجلس في مؤتمر صحفي في مطعم يبعد 100 متر عن مكان الهجوم "من غير المقبول عدم الحديث عن الطابع الإرهابي ومحاولة الإيحاء بأنه مجرد ناشط يميني متطرف (…) جاء لارتكاب هذا الاعتداء على مقرنا".
في الخارج، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس إطلاق النار بأنه "عمل مروّع" وعبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "تعازيه الحارة".
إدانة رسمية في فرنسا
وأدان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "الهجوم الدنيء" الذي "استهدف أكراد فرنسا". وبطلب منه، سيستقبل قائد شرطة باريس مسؤولي الجالية الكردية وأعلن هؤلاء عن تظاهرة للأكراد في باريس.
وجرت الوقائع في شارع بالقرب من مركز ثقافي كردي في حي تجاري حيوي ترتاده الجالية الكردية. واعتقل مطلق النار الذي ارتكب أعمال عنف بسلاح في الماضي، بعيد المأساة، وأوقف قيد التحقيق.
جرائم سابقة
ومُطلق النار المفترض الذي أصيب بجروح طفيفة في وجهه أثناء اعتقاله، معروف من قبل القضاء، وكان قد حُكم عليه في يونيو/حزيران الماضي بالسجن 12 شهراً بتهمة ارتكاب أعمال عنف بسلاح في 2016. وقد طعن في الحكم.
والرجل اتُّهم أيضاً في ديسمبر/كانون الأول 2021 بارتكاب أعمال عنف ذات طابع عنصري، مع سبق الإصرار، مستخدماً أسلحة والتسبب بأضرار لأفعال ارتُكبت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2021.
وفي هذه القضية الثانية، يُشتبه بأنه جرح بسلاح أبيض مهاجرين في مخيم في باريس، وقام بتخريب خيامهم، كما ذكر مصدر في الشرطة حينذاك.
وقالت لوري بيكوو، المدعية العامة لباريس، إنه بعد توقيفه الاحترازي لمدة عام، أُطلق سراحه في 12 ديسمبر/كانون الأول، بموجب القانون ووُضع تحت إشراف قضائي.