انتهت زيارة فولوديمير زيلينسكي لواشنطن بحزمة دعم عسكري جديدة بمليارات الدولارات، وتشمل لأول مرةٍ منظومة باتريوت الصاروخية، لكنها على الرغم من ذلك لم تلبّ كافة أمنيات الرئيس الأوكراني، التي ضمت دبابات وطائرات مقاتلة وصواريخ دقيقة بعيدة المدى، بحسب ما قالته صحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقالت الولايات المتحدة مراراً، إن هناك أسلحة لن ترسلها إلى أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية، ولكن كما أظهرت الأشهر العشرة الأخيرة، تجاوزت واشنطن مراراً حدود الدعم الذي كانت تعلن عنه، وعليه فربما يحصل زيلينسكي على ما يريد.
بعد رحلته الجريئة التي استغرقت 10 ساعات إلى واشنطن الأربعاء، غادر زيلينسكي بما يقرب من ملياري دولار من الأسلحة والمعدات الجديدة، إضافة إلى التزام محتمل من الكونغرس بنحو 50 مليار دولار كمساعدات إضافية، العام المقبل.
كانت رحلة زيلينسكي دليلاً حياً على استراتيجيته للتودد والضغط على الحلفاء. لقد خلط تقديره للمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة مع الطلبات المتزايدة على الأسلحة، مع العلم أنه لن يحصل على كل ما يريده ولكنه يعتقد أن الجمع بين طلباته المستمرة والتحولات في ساحة المعركة سيقود واشنطن إلى إعادة تقييم تقييماتها الخاصة حول ماهية الأنظمة الإضافية التي يمكن أن تتلقاها أوكرانيا دون المخاطرة بتصعيد خطير مع روسيا.
"أمنياتي لعيد الميلاد"!
ونشر مسؤولون أوكرانيون طلباتهم في ساحة المعركة لأشهر، وكان آخرها في تغريدة بعنوان "قائمة أمنياتي لعيد الميلاد" من ميخايلو بودولاك، مستشار زيلينسكي.
وافق بايدن على بند واحد في تلك القائمة، وهو بطارية دفاعات باتريوت الجوية، لكن الإدارة رفضت تقديم أو المساعدة في توفير الأربع الأخرى، وضمن ذلك دبابات قتال وصواريخ بعيدة المدى.
وفي مؤتمر صحفي، الخميس، قلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أهمية صواريخ باتريوت، قائلاً إن روسيا ستجد طريقة للتغلب عليها.
في بعض النواحي، زاد قبول إدارة بايدن للمخاطر مع استمرار الحرب. بعض أنظمة الأسلحة التي كانت خارج الطاولة في وقت مبكر من الحرب، مثل المدفعية الصاروخية "هيمارس" ونظام الدفاع الصاروخي "باتريوت"، تمت الموافقة عليها منذ ذلك الحين.
لكن بعض المسؤولين الأمريكيين يجادلون بأن طبيعة الحرب هي التي تغيرت، وليس مستوى الخطر الذي سيتحمله البيت الأبيض. كانت أوكرانيا في حاجة أكبر إلى نظام هيمارس بمجرد أن أصبحت الحرب معركة مدفعية وتراجعت مراكز القيادة الروسية عن الخطوط الأمامية. قررت إدارة بايدن إرسال بطارية باتريوت عندما بدأت روسيا في شن هجمات متواصلة على البنية التحتية الكهربائية في أوكرانيا مع حلول فصل الشتاء.
تتطلب كل من أنظمة هيمارس وباتريوت فرقاً مدربة لتشغيلها، لذلك هناك تكلفة على أوكرانيا لسحب الجنود المتمرسين من الخطوط الأمامية لتعلم كيفية استخدامها.
أسلحة ترفض أمريكا إرسالها
يقول مسؤولو الإدارة الأمريكية إن أسلحة الإدارة المحظورة الحالية تنقسم إلى ثلاث فئات أساسية مع بعض التداخل.
تضم المجموعة الأولى أسلحة مثل الصواريخ بعيدة المدى تسمى أتاكمز، ويبلغ مداها نحو 190 ميلاً. تخشى الإدارة أنه إذا وقعت أوكرانيا في مأزق سيئ بما فيه الكفاية، يمكنها استخدام الصواريخ لضرب أهداف في روسيا، مما يدفع بوتين إلى توسيع الحرب.
عندما سئل عن الصواريخ في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي الأربعاء، حذَّر بايدن من أن إرسال الأسلحة قد يؤدي إلى تمزيق وحدة الناتو في دعم أوكرانيا. وقال عن التحالف: "إنهم لا يتطلعون إلى الدخول في حرب مع روسيا. إنهم لا يسعون إلى حرب عالمية ثالثة".
وتشمل الفئة الثانية أسلحة مثل الطائرات المسيَّرة المسلحة جنرال أتوميكس غراي إيغل وإم كيو-9 ريبر، والتي قال مؤيدوها إنها ستمكن أوكرانيا من مهاجمة مجموعة أوسع من الأهداف أو تحديدها لشن ضربات أوكرانية أخرى. لكن مسؤولي البنتاغون أعربوا عن مخاوفهم من أنه إذا أُسقِطَت هذه الطائرات المسيَّرة أو تحطمت، فقد تتمكن روسيا من استعادتها واستغلال التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بها.
أما الفئة الثالثة فتغطي أسلحة مثل دبابة قتال أبرامز وطائرات إف-16 المقاتلة، وهي من أكثر الأسلحة تقدماً في ترسانة الولايات المتحدة. ويقول مسؤولو البنتاغون إن أوكرانيا لديها بالفعل ما يكفي من الدبابات والطائرات المقاتلة من دول أخرى. يقول المسؤولون إن الأهم من ذلك، أن الأنظمة تستغرق شهوراً لتعلُّم كيفية استخدامها وتتطلب صيانة معقدة، وعادةً ما يجري ذلك على يد مقاولين مدنيين، وهؤلاء قد لا يتمكنون من العمل بأمان في أوكرانيا.