حملة القمع الإيرانية على الإنترنت حفزت سوق أجهزة ستارلينك الفضائية.. “وول ستريت جورنال”: 200 جهاز دخلت طهران

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/23 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/23 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
احتجاجات في العاصمة الإيرانية، طهران - رويترز

هُرِّبَ حوالي 200 جهاز لتلقي إشارات خدمة الإنترنت من القمر الصناعي ستارلينك إلى إيران، كي يمكِّن المستخدمين من الوصول إلى الإنترنت، وذلك للالتفاف على حملة القمع التي تنتهجها السلطات الإيرانية على شبكة الإنترنت منذ بدء الاحتجاجات في البلاد، بحسب صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022.

الصحيفة الأمريكية، أشارت إلى أن حرس الحدود الإيراني اكتشف صندوقاً رمادياً في شاحنة كانت تعبر من العراق في أواخر أكتوبر/تشرين الأول. كان في الداخل آلة أنيقة تشبه الشاشة. لكن بعد استجواب السائق، سمح الحرس للشاحنة بالمرور، على حد قول أشخاص معيين بالواقعة. 

وبذلك، فقد سمح الحرس للتو بدخول طبق القمر الصناعي ستارلينك، الذي بيعَ من قِبَلِ شركة سبيس إكس لمالكها إيلون ماسك، إلى البلاد.

المسؤولون عن التهريب

الصحيفة أوضحت أن التهريب كان من قِبل مؤيدي حركة حقوقية استمرت لشهور لمساعدة المتظاهرين في الالتفاف على حملة الحكومة على الاتصالات عبر الإنترنت، وفقاً للأشخاص المشاركين في نقل بعض الشحنات. 

خفضت الحكومة الإيرانية عرض النطاق الترددي، وصعّدت من تصفية مواقع التواصل الاجتماعي، وقضت على الشبكات الخاصة الافتراضية، وفقاً لمحللين وتقارير صادرة عن منظمات غير حكومية. 

وسعت كذلك إلى اعتراض أطقم ستارلينك، وغيرها من أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والتي تعتبر غير قانونية في إيران، وفقاً للأشخاص المعنيين. 

من جانبهم، قال مستخدمون إن عدد الإيرانيين الذين يمكنهم الوصول إلى ستارلينك هو جزء ضئيل من الملايين الذين يستخدمون الشبكات الخاصة الافتراضية ومنصات أخرى للتهرب من القيود الحكومية.

لكن المحطات توفر الوصول إلى الإنترنت متجاوزةً ضوابط الحكومة، ما يجعلها مفيدة بشكل خاص للمتظاهرين الذين يسعون إلى إرسال ملفات الفيديو والتواصل بشكل آمن. وتُستخدَم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لنشر ومشاركة مقاطع الاحتجاجات. 

طرق التهريب

إلى ذلك، قال أعضاء الفريق إن أحد الجهود الرئيسية لإدخال معدات ستارلينك إلى إيران هو من قبل مجموعة من النشطاء الإيرانيين الأمريكيين ورجال الأعمال التكنولوجيين في كاليفورنيا، الذين بدأوا في وضع خطط لشراء وشحن الأجهزة بعد أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات. 

لتفادي الحكومة، أُعيدَت تعبئة بعض الأطقم في صناديق لأفران الميكروويف أو غيرها من الأدوات المنزلية. ونُقِلَ كل منها على حدة -على متن قوارب تعبر الخليج إلى الموانئ الإيرانية، أو في مركبات تعبر عند نقاط التفتيش الحدودية، أو حتى تُنقَل يدوياً عبر الحدود الجبلية الإيرانية مع العراق، كما قال أعضاء الفريق. 

إذ قال أعضاء المجموعة إن المهربين فرضوا ما يصل إلى 600 دولار أو أكثر من سعر المعدات لنقل مثل هذه البضائع الخطرة. وقال الناس إنه حتى الآن، اعتُرِضَت شحنة واحدة فقط على الحدود الإيرانية.

لم يردّ متحدث باسم الحكومة الإيرانية على أسئلة حول تهريب أجهزة ستارلينك.

وفي وقت سابق، دافع مسؤولون إيرانيون كبار عن حملتهم القمعية، زاعمين أن الاحتجاجات حرّضت عليها الولايات المتحدة وخصوم آخرون، جزئياً عن طريق إغراق البلاد بتطبيقات التواصل الاجتماعي المسؤولة عن التأثير على الشباب الإيراني. 

ومع ذلك، فإن تحديد المدى الذي يجب أن تذهب إليه في تضييق الخناق على الوصول إلى الإنترنت هو أمر صعب بالنسبة لطهران. إذا أغلقت الإنترنت تماماً، فقد يؤدي ذلك إلى تعميق المشاكل الاقتصادية الحادة بالفعل لإيران، ما يؤدي إلى تفاقم الاحتجاجات. وإذا خفت حدة القمع، فقد تنتشر الاضطرابات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً في منتصف سبتمبر/أيلول في حجز الشرطة. 

في الشهر الذي تلا اندلاع الاحتجاجات، منعت إيران الوصول إلى شبكات الهاتف المحمول الرئيسية اـ3 في المساء، عندما كانت الاحتجاجات تحدث، لكنها خففت القيود في أوقات أخرى.

تخفيف القيود الأمريكية على تصدير خدمات الإنترنت لإيران

بعد اندلاع الاحتجاجات، خففت إدارة بايدن قيود وزارة الخزانة على تصدير خدمات الإنترنت والمعدات إلى إيران التي تخضع لعقوبات شديدة، ما مكّن أجهزة ستارلينك والشبكات الخاصة الافتراضية وتقنيات الشبكات الأخرى من التدفق بشكل قانوني إلى البلاد. 

قامت شركة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، ببناء أسطول من الأقمار الصناعية في مدارات قريبة نسبياً من الأرض، ما يوفر اتصالات إنترنت عالية السرعة لمستخدمي محطات ستارلينك التابعة لها. 

ورغم أن النظام مُصمَّم للمستهلكين، فهو يُستخدَم بكثافة من قِبَلِ الحكومة والقوات في أوكرانيا، حيث أدى القتال مع روسيا إلى تعطيل خدمة الإنترنت العادية. وقال ماسك إن هناك حوالي 25 ألف محطة ستارلينك في البلاد. 

ويزعم منتقدو نهج الحكومة الأمريكية أن واشنطن يمكن أن تقدم مزيداً من المساعدة للجهود الخاصة للتغلب على القمع الإيراني. 

إذ قال جيسون برودسكي، مدير السياسة في منظمة متحدون ضد إيران النووية، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن: "حتى الآن، كان موقف الحكومة الأمريكية رد فعل، فيما يتعلق بانقطاع الإنترنت في إيران"، واصفاً تخفيف القيود على الصادرات بأنه "ضروري، ولكنه غير كافٍ". 

كانت اتصالات ستارلينك غير متوفرة في إيران حتى أعلن ماسك على منصة تويتر أنه كان ينشطها في 23 سبتمبر/أيلول، بعد دقائق من إعلان إدارة بايدن أنها تخفف قيود الصادرات على توفير معدات الإنترنت وخدمات الشبكة لإيران للمساعدة في الاحتجاجات. 

أكثر من مليون مشترك الآن يستخدمون النظام في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتغريدة بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول من الشركة، التي لم تستجب لطلب للتعليق على عملياتها في إيران. 

تحميل المزيد