قال قائد مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن المجموعة تبحث فكرة تجنيد نساء معتقلات في السجون الروسية لإرسالهن للقتال في أوكرانيا، بعدما قامت بالأمر نفسه مع الرجال، وذلك في وقت تدخل فيه الحرب الأوكرانية الروسية شهرها العاشر.
بريغوجين قال إن الاستعانة بالنساء المعتقلات "ليس للعمل كممرّضات ومشغّلات فحسب، بل أيضاً ضمن مجموعات تخريب أو فرق قناصة، ونعلم جميعاً أن الأمر قد سبق أن جرى على نطاق واسع"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تنطوي تصريحات قائد "فاغنر" على تلميح إلى النساء من "رماة النخبة"، وهؤلاء اللواتي انتسبن إلى مجموعات المناصرين الذين حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية، واللواتي كنّ محط تركيز للبروباغندا السوفييتية.
أضاف بريغوجين في تصريحات تم تداولها على معرّفاته في تيلغرام: "نعمل في هذا الاتجاه. وهناك مقاومة لكنني أظن أننا سنتغلب عليها".
كان بريغوجين الملقب بـ"طباخ بوتين"، يرد على رسالة لمسؤول روسي من منطقة الأورال، جاء فيها أن نساء معتقلات في سجن بمدينة نيجني تاغيل طلبن منه إرسالهن إلى الجبهة الأوكرانية؛ لمساعدة الجيش الروسي.
يأتي هذا فيما يُشتبه في أن مجموعة "فاغنر" سيئة الصيت قامت في الأشهر الأخيرة بتجنيد عدد كبير من المعتقلين في السجون الروسية وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، مقابل وعود بخفض محكومياتهم وتقديم رواتب مغرية.
موقع Business Insider الأمريكي قال في تقرير، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن وزارة الدفاع البريطانية قالت في تحديث استخباراتي، إن مجموعة "فاغنر" تحمي ضباطها على الأرجح عن طريق السماح لهم بالبقاء بعيداً عن المعارك في أوكرانيا والقيادة عبر الطائرات المسيرة.
أوضحت الوزارة أن الميليشيا الخاصة تعتمد بدلاً من ذلك على القوات "التي يمكن التضحية بها"، والتي تُجنَّد في الغالب من السجناء مباشرة، لتتحمل هي مخاطر القتال.
منذ العام 2014، تُتهّم مجموعة "فاغنر" بخدمة مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سراً وارتكاب فظائع في عدّة مناطق نزاع، لا سيما في سوريا وأوكرانيا وليبيا وبلدان إفريقية أخرى.
كان بريغوجين (61 عاماً)، قد أقر في سبتمبر/أيلول 2022، بأنه أسّس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران وبات ينشط في شكل مكشوف بروسيا، في مؤشّر إلى تنامي نفوذه.
تُشير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى أنه يُعتقد أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سراً على مجموعة "فاغنر"، ونقلت عن مصادر من المجموعة قولها إن القاعدة التدريبية لـ"فاغنر" توجد في مولكينو بجنوب روسيا، جنباً إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية.
تقول الهيئة إن "فاغنر" لديها ما يصل إلى 2000 من المرتزقة في ليبيا، ونشرت كذلك مرتزقة بسوريا وفنزويلا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.
يُشير تقرير نشره موقع "ديلي بيست" الأمريكي، إلى أنه بعد إطلاق سراح مؤسس "فاغنر" بريغوجين من سجن الاتحاد السوفييتي في عام 1990، عمِل بائعاً للهوت دوغ، ثم في أواخر التسعينيات، افتتح مطعمه الخاص New Island في سانت بطرسبرغ، والذي اشتهر بين الصفوة.
عقب سنوات من افتتاحه، ذهب الرئيس الروسي بوتين إلى المطعم لتناول الغداء مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وتولى خدمتهما بريغوجين بنفسه، ليُعرف فيما بعد في الأوساط الروسية بأنه "طباخ بوتين".